وصل الرائد "د." إلى قاعدة رامون الجوية الساعة 5:30 صباح الخميس، مع شروق الشمس، منهياً أطول رحلة في مسيرته المهنية.
قضى الطيار البالغ من العمر 26 عامًا، والذي يقود طائرة F-16، ست ساعات في قمرة القيادة الضيقة، محلقًا لمسافة 2,000 كيلومتر (1,243 ميلاً) إلى اليمن لتنفيذ ضربة "دقيقة"، بينما كان صاروخ باليستي يتجه في الاتجاه المعاكس نحو إسرائيل.
استعد "د." وسربه للعملية بعناية فائقة على مدار أسبوعين. ولتحمل الساعات الشاقة في الجو، حرص "د." على أخذ قسط كافٍ من الراحة، بما في ذلك قيلولة بعد الظهر قبل الرحلة، لضمان استعداده البدني لأحد أخطر المهام في حياته المهنية.
وأوضح "د." في تصريحاته لصحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقع "واي نت": "التحدي الرئيسي يكمن في الحفاظ على الأداء عند اللحظة الحرجة خلال مهمة طويلة كهذه، ما يتطلب مني البقاء يقظًا ومركزًا طوال الوقت". وأضاف: "كانت الرحلة إلى هناك أسهل لأن هناك الكثير من المهام التي يجب القيام بها، من فحص أنظمة الأسلحة والملاحة في الأجواء المزدحمة إلى التزود بالوقود أثناء الطيران، وهو دائمًا أكثر صعوبة في الظلام، وكذا الاقتراب لمسافة 10 أمتار فقط من طائرة التزود بالوقود ليلاً ليس بالأمر السهل".
و خلال المهمة، واجه "د." ومساعده الملاحي لحظة توتر عندما أضاء مؤشر عطل في خزان الوقود. بعيدًا عن الأراضي الإسرائيلية، كان عليهما معالجة المشكلة أثناء الطيران لتجنب تأخير العملية. وقال "نحن نتدرب مسبقًا على العديد من السيناريوهات لأن المشكلات التقنية أو التشغيلية غالبًا ما تحدث في مثل هذه الرحلات الطويلة"، مشددًا على أهمية استعداد الطيارين لمثل هذه الطوارئ.
وأضاف: "اللحظة الحرجة، أو كما نسميها 'لحظة الحسم'، تكون عند إطلاق الذخائر. لا توجد فرصة ثانية. فرؤية القنبلة تسقط وتصيب زوارق الحوثيين كانت تجربة مؤثرة للغاية. عندما رأيت الضوء الساطع الناتج عن الضربة، علمت أنني أصبت الهدف. بعد ذلك، خف بعض التوتر، وخلال رحلة العودة، تمكنا من التحدث عن أمور شخصية، سواء مع بعضنا البعض أو مع الطيارين الآخرين".
و أوضح "د." أن فريقه واجه نيرانًا مضادة للطائرات خلال المهمة، رغم تزويد إيران للحوثيين بأنظمة صواريخ أرض-جو. وقال: "قام ضابط في غرفة العمليات بسلاح الجو بمزامنة جميع عناصر العملية، بدءًا من الاستخبارات والاتصالات وصولاً إلى التسليح والقيادة الجوية". وأضاف: "مثل هذه المهمة تتطلب تنسيقًا دقيقًا لعشرات العوامل، وكل ذلك في غضون ساعات مشحونة بالتوتر".
وأشار "د." إلى تحدٍ آخر تمثل في تجنب الاصطدام بالطائرات المدنية. وقال: "لم نكن نعلم أن صاروخًا أُطلق نحو إسرائيل في نفس الوقت الذي كنا فيه في طريقنا إلى اليمن"، مما يعكس تعقيدات العمل في المجال الجوي الدولي.
كما أشار إلى صعوبة تقييم تأثير الضربة على منشآت النفط والطاقة. وقال: "يصبح تقييم النتائج أصعب عندما تكون الأهداف بعيدة جدًا، بخلاف الوضع في لبنان أو غزة. في هذه الحالة، نفذنا الضربة بطريقة فريدة، واستخدمنا المعلومات الاستخباراتية المفتوحة في صباح اليوم التالي لتأكيد النتائج من خلال التقارير والمشاهد المصورة من اليمن".
وأكد "د." عزمه على مواصلة المهام المستقبلية. وقال: "إذا أرادوا حرب استنزاف، فسيحصلون عليها. على الأقل نحن نصيب أهدافنا، ولا يزال لدينا المزيد في جعبتنا".
لقراءة المادة من موقعها الأصلي: