توقفت سفينة "إم ڤي دلتا سونيون"، التي تحمل ما يعادل مليون برميل من النفط الخام، عن الحركة لأكثر من أسبوع، ما جعلها هدفًا سهلًا لهجمات جديدة وأثار المخاوف من كارثة بيئية.
وتوجد السفينة "سونيون" حاليًا، بعد إجلاء طاقمها، في مياه تتواجد فيها زوارق الحوثيين، الذين أعلنوا أنهم سيسمحون بمهمة إنقاذ محفوفة بالمخاطر.

•كيف علقت السفينة؟
كانت السفينة إم ڤي دلتا سونيون تبحر جنوبي البحر الأحمر عندما تعرّضت لهجوم من سفن يسيطر عليها المقاتلون الحوثيون في 21 أغسطس/ آب، وفقًا للمهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج.
وقالت المهمة البحرية على وسائل التواصل الاجتماعي إنه لم يُقتل أو يُصب أي من أفراد الطاقم، لكن محرك السفينة انقطع عن العمل أثناء الهجوم.
وتم إجلاء الطاقم المكون من 23 فلبينيًا واثنين من البحارة الروس إلى "جيبوتي"، الواقعة في القرن الأفريقي.
وأثناء عملية الإنقاذ، رصدت المهمة البحرية سفينة مُسيّرة قريبة، ودمرتها على الفور.  وفي الهجمات السابقة، استخدم المتمردون الحوثيون قوارب متفجرة متحكم بها عن بعد، اندفعت نحو السفن، ما تسبب في اصطدامها.
وكانت السفينة سونيون، التي ترفع العلم اليوناني وتديرها شركة الشحن اليونانية دلتا تانكرز، تسافر من العراق إلى اليونان، وفقًا لإحاطة من البنتاغون، الذي قال إنها تشكل الآن خطرًا ملاحيًا على السفن الأخرى التي تمر عبر المنطقة.
وفي بيانٍ صدر الخميس، قال وزير الخارجية اليوناني (جورج جيرابيتريتيس)، إنه تحدث مع نظيره في المملكة العربية السعودية، التي لديها ساحل على طول البحر الأحمر، “لضمان الإدارة الأكثر أمانًا لهذه القضية".

•ما هو الخطر البيئي الذي قد تتسبب فيه السفينة؟
تحمل السفينة شحنة تحتوي على 150 ألف طن من النفط الخام، أي أكثر من مليون برميل، فيما الأسوأ من ذلك أن السفينة العالقة مشتعلة منذ 23 أغسطس/ آب، ما يشكل "تهديدًا وشيكًا بالتلوث الإقليمي"، حسبما ذكرت البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي.
وأظهرت صور جوية لسونيون، الأربعاء، عدة حرائق على سطح السفينة. ورغم عدم وجود تسرب نفطي واضح حتى الآن، أثار البنتاغون مخاوف، الثلاثاء الماضي، من أن السفينة العالقة تمثل "كارثة بيئية محتملة".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن تسرب مليون برميل من النفط سيكون أربعة أضعاف حجم كارثة إكسون فالديز عام 1989 في ألاسكا.
وتعمل القوات والوكالات البحرية الدولية معًا لتحديد كيفية تحريك الناقلة التي يبلغ طولها حوالي 900 قدم.

•لماذا يهاجم الحوثيون السفن؟
يعتبر الحوثيون مجموعة من المسلحين الشيعة الذين قاتلوا الحكومة اليمنية لأكثر من عقدين من الزمن. وبدعمٍ من إيران، تسيطر الجماعة الآن على مساحاتٍ واسعة شمالي اليمن، وهي جماعة مصنفة من قبل الولايات المتحدة الجماعة على قائمة الإرهاب منذ فبراير/شباط الماضي.
وفي السنوات الأخيرة، استهدفت المجموعة السفن المسافرة في خليج عدن والبحر الأحمر، وهي بوابة مهمة للشحن العالمي عبر قناة السويس. 
وبعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول والحرب التي تلته في غزة، تعهد الحوثيون بتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وقاموا بتصعيد هجماتهم على السفن وعطلوا خطوط الشحن الدولية.
وقال (محمد عبد السلام)، المتحدث باسم الحوثيين، لوسائل الإعلام الإيرانية، الأربعاء، إن جماعته ستسمح باستعادة سونيون، استجابةً لطلبات عدة دول.  وهو ما أكدته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الجماعة الدينية وافقت بسبب مخاوف إنسانية وبيئية.
ومع ذلك، تعهد قادة الحوثيين بمواصلة حملتهم لتعطيل خطوط الشحن، وفقًا لمجموعة سايت انتلجنس، التي تتعقب المنظمات المتطرفة.
وأضاف اللواء (بات رايدر) المتحدث باسم البنتاغون خلال مؤتمرٍ صحفي، الثلاثاء المنصرم: "هذه ببساطة أعمال إرهابية متهورة تستمر في زعزعة استقرار التجارة العالمية والإقليمية، وتعرّض حياة البحارة المدنيين الأبرياء للخطر، وتهدد النظام البيئي البحري النابض بالحياة في البحر الأحمر وخليج عدن، الفناء الخلفي للحوثيين".