بينما كانت السماء تمطر بغزارة على مدينة إب، وسط البلد، وشوارعها تشبه بحرًا هائجًا، برزت في الضفة الأخرى عمليات إنقاذ بطولية خلدت أسماء شبان في وجدان اليمنيين.
منصات التواصل الاجتماعي، عجّت بمشهد إنقاذ أسرة كاملة في مدينة جبلة على يد "عبدالمجيد الفخري"، بعد أن داهم فيضان مفاجئ أحد المنازل المبنية على ممر السيول، وبدأ منسوب المياه بالتدفق إلى باحة المنزل الشعبي، إلى جانب ثلاث قصص أخرى لشبان، رافق الأسى واحدة منها.
أيهم سليم الأرحبي (16 عامًا) وابن خاله وديع قناف (18 عامًا)، خاضا رحلة استثنائية للمساعدة في إنقاذ طفلين من الغرق، قبل أن تجرفهما السيول على نحو مأساوي، فيما ستظل ذكراهما واحدة من القصص الخالدة كرمز للبذل في سبيل الآخرين.
وفي حادثة أخرى، أبدع نجم الدين العماري، سائق شاحنة، في إنقاذ عديد الأشخاص كانوا على متن باص جرفته السيول في شارع الملكة أروى قرب بوابة جامعة إب. دفع العماري شاحنته العملاقة وسط الفيضان، محاولًا إيقاف الباص ومنع سقوطه إلى الهاوية، في مشهد أعاد للأذهان أبطال القصص الأثيرة.
وتجمع المواطنون، في حادثة ثالثة، لإنقاذ شابة جرفتها المياه في أحد شوارع المدينة المكتظة بالسكان. أظهرت اللقطات جهودًا خارقة في محاولات إنقاذها من موت محقق، بعد أن خاضوا تجربة صعبة وسط السيول الجارفة.
عبدالمجيد الفخري، الذي أنقذ أسرة محاصرة في منزلها بمديرية جبلة، جسّد بطولة استثنائية كفارس على حصان أبيض. غامر بحياته، وأنقذ أفرادها واحدًا تلو الآخر، في مشهد مذهل لا يُنسى استمر لأكثر من ربع ساعة، ما جعله محط إعجاب اليمنيين الذين تداعوا لتكريمه وتقديم التبرعات له.
تجسد هذه اللحظات البطولية التي وثقتها عدسات الهواتف النقالة، شجاعة هؤلاء الأبطال في مواجهة التحديات، وهي شجاعة نادرة لن تُمحى من ذاكرة اليمنيين الذين يواجهون منذ سنوات تغييرات مناخية عاصفة على وقع سنوات مريرة من النزاع المستمر منذ عشرة أعوام.