عندما سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في اليمن بالقرب من سفينته في البحر الأحمر، أخذ كوستاس راسياس على نفسه عهدا بأن يتوقف عن الإبحار في المياه المحفوفة بالمخاطر.
وقال المهندس البحري اليوناني )34 عاما( “أُصبت بصدمة… سألت نفسي عما هو أكثر أهمية، حياتي أم دخل أفضل؟”.
ومع استمرار هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على السفن التجارية، يرفض البحارة المصدومون الإبحار عبر البحر الأحمر، حسبما أظهرت مقابلات مع أكثر من 15 من أفراد طواقم السفن والمسؤولين في قطاع الشحن.
وتفاقم الهجمات من مشكلة نقص البحارة التي تواجه القطاع بالفعل على مستوى العالم بعد أن أدت جائحة كورونا إلى إبقاء البحارة على متن السفن لعدة أشهر إلى جانب الحرب في أوكرانيا التي تسببت في مخاطر في البحر الأسود.
وقال مصدر في القطاع مطلع على الأزمة “البحارة أقل عددا وأقل إقبالا على الإبحار عبر تلك المنطقة، وصار التحدي أكبر الآن”.
وشن الحوثيون لأول مرة ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على الممر المائي المهم في نوفمبر تشرين الثاني فيما يقولون إنه تضامن مع المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة. وتسبب أكثر من 70 هجوما في إغراق سفينة والاستيلاء على أخرى ومقتل ثلاثة بحارة على الأقل.
وتراجع إبحار سفن الحاويات عبر البحر الأحمر بنسبة 78 بالمئة في مايو أيار مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، حسبما يظهر تحليل من منصة بروجكت 44 للخدمات اللوجستية، حيث تؤثر الشركات الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا، مما يزيد التكاليف ويطيل فترة الرحلات.
وقال راسياس، العضو في نقابة المهندسين البحريين اليونانيين (بيمين)،ردا على سؤال عما إذا كان سيعود مرة أخرى “جوابي واضح للغاية، وهو لا”.
وأضاف “نحث أعضاء النقابة على عدم الاستسلام للضغوط، ووضع سلامتهم وحياتهم في المقام الأول.