تراجع عدد المهاجرين الأفارقة الوافدين إلى اليمن في الثلث الأول من العام الجاري، إلى أدنى مستوى في الأعوام الستة الأخيرة، باستثناء العام 2021، الذي شهد أقل عدد على الإطلاق بسبب قيود التنقل المصاحبة لجائحة كورونا.
ووفق إحصائية خاصة جمعها محرر موقع "يمن فيوتشر" من البيانات الواردة في التقارير الشهرية لمنظمة الهجرة الدولية (IOM)، فإن ما مجموعه 6,890 مهاجر أفريقي دخلوا اليمن خلال الفترة بين يناير وأبريل 2024.
ويُعد عدد المهاجرين الوافدين في الأربعة الأشهر الأولى من هذا العام هو الأقل مقارنة بنفس الفترة خلال الستة الأعوام الأخيرة، باستثناء عام 2021 الذي دخل في الثلث الأول منه 5,956 مهاجر، بسبب اتخاذ تدابير صارمة وفرض قيود تحد من التنقل بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19).
وتبيّن الإحصائية أن عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن في الثلث الأول من العام الجاري، يمثّل انخفاضاً بنسبة 697% عن نفس الفترة من العام الماضي 2023، التي شهدت دخول 54,867 مهاجر، وبنسبة 261% عن ذات الفترة من العام 2022 التي دخل فيها 24,864 مهاجر.
كما يمثّل انخفاضاً بنسبة 261% مقارنة بالفترة المقابلة من العام 2020، التي شهدت دخول 29,673 مهاجر، وبنسبة 704% عن نفس الفترة من العام 2019، التي دخل فيها أكبر عدد من المهاجرين الأفارقة إلى اليمن خلال السنوات الست الأخيرة؛ وبعدد 55,429 مهاجر.
ويعود سبب انخفاض عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن في الأشهر الأخيرة إلى الحملة الأمنية المشتركة ضد مهربي المهاجرين، والتي بدأت في أغسطس 2023 بهدف الحد من تدفقهم إلى البلاد كنقطة عبور باتجاه السعودية ودول الخليج الأخرى "بحثاً عن مصادر عيش أفضل"، وقد تركزت الحملة على ساحل محافظة لحج، الذي كان يعتبر نقطة دخول مهمة لعدد كبير منهم، ما أدى إلى انخفاض تدريجي في تدفقهم عبر هذا الساحل حتى توقف تماما خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وتشير الإحصائية الخاصة بموقع "يمن فيوتشر"، أن أكثر من 98% من إجمالي المهاجرين الأفارقة الوافدين في الثلث الأول من هذا العام أو 6,760 مهاجر دخلوا عبر ساحل شبوة، بينما البقية وعددهم 130 شخصاً دخلوا عبر ساحل أبين، وتحديداً في مارس الماضي، أما سواحل لحج فلم تشهد دخول أي مهاجر منذ عدة أشهر.
هذا واحتل شهر مارس المرتبة الأولى في عدد المهاجرين الوافدين حتى الآن خلال هذا العام؛ وبعدد 1,930 مهاجر، يليه فبراير (1,744)، ثم يناير (1,737)، فيما كان أبريل الماضي الأقل في دخول المهاجرين، وبعدد 1,479 مهاجر.
يذكر أن اليمن استقبلت العام الماضي نحو 97 ألف مهاجر أفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، يعيش العديد منهم في ظروف غاية في السوء بسبب تدهور الأزمة الإنسانية في البلاد، ما يدفع الكثير منهم إلى القيام برحلة العودة المحفوفة بالمخاطر أو يتم ترحيلهم بالقوارب إلى بلدانهم الأصلية.