تبرز معارض شهر رمضان بصورة لافتة في عدد من المدن اليمنية لتوفير احتياجات ومستلزمات رمضان الغذائية والاستهلاكية بأسعار تنافسية تناسب مختلف شرائح المجتمع، خصوصاً محدودي الدخل، إذ يعيش اليمن على وقع حروب وأزمات اقتصادية ومعيشية طاحنة، وأزمة إنسانية هي الأكبر على مستوى العالم بحسب تصنيف الأمم المتحدة.
وتشارك في هذه المعارض مؤسسات حكومية، وشركات ومؤسسات تجارية تابعة للقطاع الخاص، وتم تدشين وافتتاح عدد منها في كل من صنعاء وعدن، ومحافظات أخرى مثل حضرموت وتعز.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من تبعات الأحداث الساخنة في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل استمرار الحوثيين باستهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئها، إضافة إلى السفن الأميركية والبريطانية، مؤكدين على أنها لن تتوقف حتى يتم رفع الحصار والعدوان الإسرائيلي عن غزة.
الباحث الاقتصادي جمال راوح، يقول لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة الحقيقية تتمثل في أزمة السيولة التي يعاني منها ما يزيد على 60% من اليمنيين، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى اتباع سياسة تقشف صارمة لتقنين الاستهلاك، مع التركيز على المستلزمات والاحتياجات الغذائية الضرورية، وفق نظام يومي يرتبط بعديد العوامل المؤثرة، منها مستوى الديون لدى البقالات ومتاجر بيع المواد الغذائية والاستهلاكية.
ويشدد عدد من المسؤولين القائمين على مثل هذه المعارض على اتباع معايير واشتراطات محددة تم بموجبها منح تصاريح إقامة المعارض التجارية، مثل أن تكون التخفيضات المقدمة حقيقية وليس فيها أي تحايل على المستهلك، إضافة إلى منح الأولوية للمنتجات المحلية، وتخصيص ما لا يقل عن 30% من مساحات المعارض لمنتجات الأسر المنتجة وصغار المنتجين.
يشير راوح إلى أن مثل هذه المعارض تمثل أهمية لنحو 30% من المواطنين، خصوصاً من سكان المدن التي يتوفر فيها أكثر من معرض، إلى جانب كونها وجهة لسكان المناطق الريفية.
من جانبه، يتطرق بائع في أحد المعارض الخاصة بمستلزمات رمضان الغذائية والاستهلاكية، أحمد النهاري، لـ"العربي الجديد"، إلى أهم هذه الخيارات التي توفرها هذه المعارض كهامش الربح المنخفض أو الذي قد يكون رمزيا، وفق حديثه، والذي يتيح توفير مختلف السلع والمنتجات بأسعار منخفضة تناسب معظم شرائح المجتمع من منخفضة إلى متوسطة الدخل.
كما شهدت مدينة عدن تدشين عدد من المعارض والخيام الرمضانية، منها التابعة للمؤسسة الاقتصادية الحكومية، إذ يؤكد مسؤولون محليون على أهمية مثل هذه المبادرات، للتخفيف من معاناة المواطنين جراء ارتفاع الأسعار وتدني قيمة العملة المحلية.
حسب المؤسسة الاقتصادية الحكومية، فقد بلغ عدد المشاركين بالخيمة الرمضانية التي تم تدشينها نهاية فبراير/ شباط الماضي وممتدة حتى نهاية رمضان، نحو 30 مؤسسة وشركة، في حين تراوحت التخفيضات في السلع الغذائية والمستلزمات والاحتياجات الضرورية بين 20% إلى 30%.
المواطن حمدي الدغار، من سكان مدينة عدن، يقول لـ"العربي الجديد"، إن مثل هذه الخيام والمعارض تشكل خياراً مهماً نسبياً لكثير من محدودي الدخل، لكنها تعاني من الازدحام الشديد الذي يؤثر على خيارات كثير من الأسر في التسوق وتوفير احتياجاتها الغذائية.
المختص في مجال التسويق وإدارة الأعمال هشام محمود، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هذه المعارض توفر خيارات عديدة للفقراء من محدودي الدخل من حيث السلع والاحتياجات المتوفرة أو الأسعار، إضافة إلى أهميتها في أحد أهم المواسم التجارية لتشجيع الإنتاج المحلي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المشاريع الأسرية الإنتاجية.