أفاد تقرير أممي حديث أن ما يقارب ثلث الفتيات في اليمن يتسربن من التعليم بسبب الزواج المبكر، وتقل فرص عودتهن لتلقي التعليم، مما يضاعف من مستوى الأمية في البلاد.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، في تقرير بعنوان "تعويض التعليم المفقود"، إن "أكثر من 30% من الفتيات في اليمن يتزوجن قبل بلوغهن سن 18 عاماً، وبمجرد تسربهن من المدرسة تتضاءل فرص عودتهن واللحاق مجدداً بالتعليم، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من الأمية والفقر العابرة للأجيال".
وأضاف التقرير أن الصراع الذي طال أمده في اليمن والمستمر منذ تسع سنوات أدى إلى موجات نزوح جماعي كما تسبب في تدمير اقتصاد البلاد وفشل نظم تقديم الخدمات الأساسية، وتردي التعليم، و"وفق المسح العنقودي متعدد المؤشرات لعامي 2022-2023، الذي صدر مؤخراً، فإن طفلاً من كل أربعة أطفال لا يذهبون إلى المدرسة".
وأوضحت الـ"يونيسف" أنه حتى أولئك الأطفال الذين يمكنهم الحضور إلى المدرسة فإنهم يعانون من فصول دراسية مكتظة ومرافق تعليمية غير مجهزة، في وقت لا تزال رواتب المعلمين متوقفة منذ عام 2016 تقريباً في المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين في شمال البلاد.
وأشار التقرير إلى أن "يونيسف" تدعم تقديم دروس مجانية حول مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية للأطفال الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التعليم أو أولئك المتسربين من التعليم النظامي، لمساعدتهم في الوصول إلى فرص تعليمية مجدية، والعودة إلى التعليم النظامي متى ما سنحت الظروف بذلك.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أنها، وبفضل تمويل من الاتحاد الأوروبي، تنفذ برامج التعليم غير النظامي للأطفال الذين تسربوا من المدارس وتدعم المعلمين بحوافز شهرية، وتمكنت حتى الآن من دعم ما مجموعه 50 ألف طفل للوصول إلى دروس القراءة والكتابة والحساب الأساسية بالإضافة إلى برامج التعلم المسرع في كلٍ من تعز ومأرب والحديدة وحجة وإب.