شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وسط قطاع غزة ومدينة رفح الجنوبية على الحدود مع مصر، ليلة الخميس وفجر الجمعة، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من عشرين شخصًا، بينهم فيهم نساء وأطفال، وفقًا لشهود عيان ومسؤولي المستشفيات.
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، الجمعة، أنه أمر الجيش بوضع خطط لإجلاء سكان رفح قبل الغزو المتوقع للمدينة.
وأُجبر أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بفعل الهجوم العسكري الإسرائيلي على التوجه نحو الحدود مع مصر. ونظرًا لعدم قدرتهم على مغادرة الأراضي الفلسطينية الصغيرة، يعيش العديد منهم في مخيمات مؤقتة أو ملاجئ تابعة للأمم المتحدة التي أصبحت مكتظة بالسكان.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من وصف الرئيس الأمريكي (جو بايدن)، الخميس، لسلوك إسرائيل في الحرب بالـ"مبالغ فيه".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الحرب تجاوز 27,840 شخصًا، ويعاني ربع سكان غزة من الجوع.
• مُستجدات الحرب:
- الرئيس المصري يرد على ادعاءات بايدن حول فتح حدود غزة
نفى الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) أن يكون عارض السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح حتى يقنعه الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعكس.
وصرح الزعيم المصري في بيانٍ رسمي، الجمعة: "منذ اللحظة الأولى، فتحت مصر معبر رفح من جانبها دون أي قيود أو شروط ونشرت مساعدات إنسانية وإغاثية ضخمة".
وكان بايدن قد قال أنه أقنع السيسي -الذي أخطأ في وصفه على أنه رئيس المكسيك- بفتح معبر رفح للمساعدات، "تحدثت معه، وأقنعته بفتح البوابة".
وفي بداية الحرب، منعت إسرائيل دخول الطعام والماء والوقود والإمدادات الأخرى إلى غزة، معلنة عدم السماح بدخول أي شيء حتى تطلق حماس الرهائن الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. واستدعت الضغوط الأمريكية الشديدة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن توافق إسرائيل على السماح بدخول عدد صغير من الشاحنات إلى غزة من مصر.
وتقول مصر في الوقت الراهن إنها لمراتٍ كثيرة ترغب في فتح المعبر للسماح بدخول المساعدات، فيما كان ترددها يرتكز بشكلٍ أكبر على السماح بخروج عدد محدود من الأشخاص من غزة إلى أراضيها؛ لخوفها من تدفق اللاجئين بشكل جماعي.
ولطالما ناشدت الوكالات الدولية للإغاثة السماح بدخول مزيد المساعدات، مشتكية من أن توصيلها يعوقه فتح عدد قليل جدًا من المعابر الحدودية، وعملية التدقيق البطيئة للشاحنات والبضائع المتجهة إلى غزة، واستمرار القتال في جميع أنحاء الأراضي.
وفي بيانه، حمّل السيسي إسرائيل مسؤولية التأخير في السماح بدخول المساعدات، مشيرًا إلى الضربات الجوية على المعبر. وعندما توقفت الضربات، قال إن مصر قامت بإصلاح المعبر للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.
- خبراء حقوق الإنسان المستقلون في الأمم المتحدة يُحذرون من أن العملية التي قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية والتي ارتدوا فيها ملابس طبية ونسائية للدخول إلى مستشفى في الضفة الغربية وقتلهم ثلاثة فلسطينيين داخله قد يشكل جريمة حرب وانتهاكات للقانون الدولي، وفقًا لخبراء حقوق الإنسان المستقلين في الأمم المتحدة.
وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة حوالي عشرة من قوات الأمن السرية وهم يرتدون الحجاب الإسلامي وملابس المستشفى أو المعاطف البيضاء للأطباء بينما كانوا يدخلون مستشفى ابن سينا في جنين، 29 يناير/كانون الثاني الماضي، فيما يحمل أحدهم بندقية بيده اليمنى وكرسي متحرك مطوي باليد الأخرى.
وأعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية أنها قتلت (محمد جلامنة)، الذي زعمت أنه كان يُخطط لهجوم وشيك، والأخوين (باسل ومحمد غزاوي)، اللذين كانا يختبئان داخل المستشفى ويُشتبه بتورطهم في هجمات.
وقال الخبراء: "في الأراضي المحتلة تحت السيطرة الإسرائيلية، خارج العمليات القتالية النشطة، يحق لقوات إسرائيلية اعتقالهم أو احتجازهم في أقصى الحالات. ويمكنهم استخدام القوة فقط إذا كان ذلك ضروريًا لمنع تهديد قريب للحياة أو الإصابة الخطيرة، غير أن إسرائيل اختارت قتلهم، في انتهاك صارخ لحقهم في الحياة".
ووفقًا للقانون الدولي الإنساني، قال الخبراء: "قتل مريض مصاب ومعزول ويتلقى العلاج في مستشفى يشكل جريمة حرب".
ويعمل عشرات الخبراء المستقلين مع الأمم المتحدة بتفويض من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنهم لا يمثلون المنظمة العالمية، داعين إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ومحاكمة المسؤولين عنها، وقالوا إنهم سيحثون المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على إطلاق تحقيق، في حال لك تقُم إسرائيل بإجراء "تحقيق سريع" في هذه الحوادث.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمر الجيش بإعداد خطة لإخلاء سكان رفح قبل غزو متوقع للبلدة الواقعة جنوبي قطاع غزة، دون أي التفات لانتقادات الدولية المحذرة من اجتياح المحافظة المكتظة على الحدود المصرية.
وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر معقلٍ لحماس وإنها بحاجة إلى إرسال قواتٍ لإكمال خطتها الحربية ضد الجماعة الإسلامية، فيما يُقدّر حوالي 1.5 مليون فلسطيني تكتظ بهم البلدة بعد هروبهم من القتال في أماكن أخرى في القطاع.
وقال نتنياهو إن القضاء على حماس يتطلب "عملية ضخمة" في رفح، مضيفًا أنه طلب من المسؤولين الأمنيين تقديم "خطة مزدوجة" تشمل إخلاء المدنيين وعملية عسكرية لـ"تقوم بهدم" الوحدات المتبقية لـ حماس.
- دعت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يوم الجمعة إلى زيادة المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة.
وقالت (كيت فوربس)، التي أنهت هذا الأسبوع زيارتها الرسمية الأولى إلى غزة منذ توليها المنصب في ديسمبر/كانون الأول، إن الوضع الإنساني هناك هو الأسوأ على الإطلاق وأنه يجب نشر مزيد المساعدات في الأراضي.
وأضافت في تصريحاتٍ لوكالة الصحافة الفرنسية في القاهرة، الجمعة: "في 43 عامًا من العمل في القطاع الإنساني، هذه هي أكبر أزمة إنسانية رأيتها. رأيت الناس يحتاجون إلى الطعام والماء ومشكلات الصرف الصحي، نحن بحاجة إلى إيصال المساعدات الإنسانية".
وقالت: "نخن بحاجة أن نكون قادرين من إدخال عدد أكبر من السلع مما يُسمح به حاليًا. نحن مستعدون كاتحاد دولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر للتجهيز لتقديم مزيد المساعدات في أقرب وقت ممكن".
- اقتحمت قواتٌ إسرائيلية مستشفى الأمل في خانيونس، حسبما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الجمعة.
ويعتبر المستشفى مأوى لعدد قليل من الأشخاص النازحين جراء الصراع، بالإضافة إلى المرضى والعاملين الطبيين.
وفي وقتٍ سابق هذا الأسبوع، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن 8 آلاف شخص نازح تم إجلاؤهم من مقرها في خان يونس ومستشفى الأمل، مشيرة إلى أنه يبقى فقط 40 نازحًا وحوالي 80 مريضًا و100 عضو من العاملين في المركز الطبي.
ولم تقُم الهلال الأحمر بتقديم مزيد من التفاصيل حول الغارة التي وقعت الجمعة.
ونشأ زعيم حماس (يحيى السنوار) وقائد الجناح العسكري للحركة (محمد الضيف) في مخيم اللاجئين خانيونس، لذا تقول إسرائيل إن المدينة هي معقل لهذه الحركة الإسلامية.
وتعاني المستشفيات في قطاع غزة من آثار الحرب بشدة، حيث قامت إسرائيل باقتحام المستشفيات في غزة مرارًا وتكرارًا، معتبرة أن حماس تستخدم تلك المرافق كغطاء لعملياتها العسكرية.
وأدت هذه الغارات إلى إغلاق عديد المستشفيات ونزوح آلاف المرضى والأشخاص الذين كانوا يبحثون عن مأوى.
ومع شحة تدفق المعونات الإنسانية إلى غزة، يعاني نظام الرعاية الصحية في القطاع من نقص عديد الأدوية.
وتعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل، بالمرضى والنازحين الذين يبحثون عن ملاذ، من بينها مستشفى الأمل الذي يواجه ضغطًا هائلًا جراء الأحداث.
- قالت منظمة اليونيسف إن تصاعد العنف في رفح سيعرض آلاف الأطفال للمزيد من المخاطر.
ودعت المنظمة الأممية للطفولة جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد العسكري في رفح، الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، محذرةً من وجود أكثر من 600 ألف طفل في المنطقة، بعضهم نزح أكثر من مرة منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر.
كما صرحت المديرة التنفيذية لليونيسف (كاثرين راسل) في بيانٍ ليلة الخميس أن التصعيد العسكري في رفح سيُشكل "منعطفًا مدمرًا آخر في الحرب" التي أودت بحياة أكثر من 27 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.
وأضافت أنه يمكن أن يؤدي إلى مقتل آلاف آخرين بسبب العنف أو نقص الخدمات الأساسية، ويعرقل المساعدة الإنسانية بشكل أكبر.
وقالت راسل: "نحتاج للحفاظ على آخر مستشفيات غزة المتبقية، وملاجئها، وأسواقها، وأنظمتها المائية في حالة تشغيلها. وبدونها، سيتفاقم الجوع والأمراض وسط الأطفال"، فيما ناشدت جميع الأطراف المتصارعة الالتزام بواجباتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، والتي تشمل اتخاذ أقصى درجات الحذر لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين والبنية التحتية المدنية.