[ بلومبرغ ]
على ما يبدو فإن أساطيل ناقلات الغاز الطبيعي المسال العالمية توقفت عن استخدام البحر الأحمر وقناة السويس، إذ واصلت هجمات الحوثيين على السفن إعادة توجيه تدفقات وقود محطات توليد الكهرباء والتدفئة.
غيرت سفينتان فارغتان تابعتان إلى قطر مسارهما مبتعدتين عن المدخل الشمالي لقناة السويس في البحر الأبيض المتوسط خلال آخر 24 ساعة، بحسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. كما غيرت سفينة قطرية ثالثة مسارها قبالة سواحل المغرب بعد أن كانت متجهة أيضاً إلى القناة. ستتوجه الناقلات على الأرجح إلى دولة الخليج العربي عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول الذي يدور حول أفريقيا.
تعد قطر أكبر مستخدم للبحر الأحمر وقناة السويس لتجارة الغاز الطبيعي المسال. وتوقف أيضاً موردون آخرون من بلدان من بينها روسيا والولايات المتحدة الأميركية، عن استخدام الممر المائي، ولا تكشف بيانات تتبع السفن في الوقت الراهن أي سفن متجهة إلى المنطقة.
هجمات مكثفة على سفن البحر الأحمر
كثف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية بعدما شن تحالف تقوده الولايات المتحدة الأميركية غارات جوية الجمعة الماضية على مواقع في الأراضي اليمنية. واستهدف المسلحون المدعومون من إيران حاملتي سلع أساسية بصواريخ منذ أمس الأول إلا أنهما تمكنتا من مواصلة رحلتيهما.
في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حولت قطر -أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم وثاني أكبر مورد لأوروبا- مسار 3 ناقلات معبئة بالغاز بعيداً عن البحر الأحمر، وأعادت توجيه السفن إلى أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح في منطقة جنوب أفريقيا، بحسب بيانات تلك السفن. وكانت الناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال القطري والروسي تعبر البحر الأحمر حتى احتدام الصراع أواخر الأسبوع الماضي.
ورغم أن الرحلات الأطول مسافة للغاز الطبيعي المسال ستؤخر رحلات الناقلات وتعزز تكاليف الشحن، لا تشير التوقعات إلى أن ذلك سيسفر عن شح الإمدادات في أوروبا بفضل ارتفاع المخزون وضعف طلب القطاع الصناعي هناك. ويحتاج نقل الوقود شديد البرودة من قطر إلى المملكة المتحدة عبر جنوب قارة أفريقيا نحو 27 يوماً، بالمقارنة مع 18 يوماً عبر قناة السويس، بحسب شركة "آي سي أي إس" (ICIS).