بعث الرئيس رشاد العليمي اليوم الاحد رسائل تطمين سياسية للجنوبين باعلان الانفتاح على كل الخيارات لإصلاح مسار الوحدة وإعادة الاعتبار للشراكة عشية الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الوحدة اليمنية، في مسعى لاحتواء النزعة الانفصالية المتصاعدة.
وجدد الرئيس العليمي في خطاب التزام المجلس الرئاسي باعادة الاعتبار للشراكة ومعالجة المظالم ونقل السلطة وتفويضها للمحافظات والمديريات، في خضم تعالي وتيرة الاصوات المطالبة باستعادة الدولة الشطرية الجنوبية السابقة.
وقال الرئيس العليمي " الى جانب معركتنا المركزية المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني، لقد تعهدنا وفقا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، بألا نعمل فقط على تشارك القرار، والتخطيط والتنفيذ على مستوى القمة، ولكن ايضا نقل السلطة وتفويضها للمحافظات، والمديريات وفقا لأفضل الممارسات، والمعايير ذات الصلة".
واشاد الرئيس العليمي بموقف كافة القوى الحاملة للقضية الجنوبية، وتفانيهم في خدمة هذه القضية التي وصفها ب" العادلة"، وانصافها وجعلها اساسا للحل بموجب اعلان نقل السلطة، واتفاق، ونتائج مشاورات الرياض.
وقال "تاكيدا على هذا النهج فقد اصدرنا جملة قرارات هدفها جبر الضرر، واعادة الاعتبار للشراكة، وتحقيق العدالة، وفقا لمخرجات الحوار الوطني، ووثيقة ضمانات حل القضية الجنوبية".
واشار في هذا السياق الى إعادة، وتسوية اوضاع اكثر من 52 الفا من الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية منذ حرب صيف عام 1994.
اضاف " وجهنا الحكومة باتخاذ كافة الاجراءات المنسقة مع الدوائر والصناديق المعنية، ومجتمع المانحين لتأمين الموارد المالية المترتبة على هذه القرارات".
وتعهد الرئيس اليمني بالمضي خلال الفترة المقبلة في تطبيق سلسلة من الاجراءات التي تعالج المزيد من المظالم، وذلك في اطار سياسة اشمل تهدف الى تحقيق الاصلاح المؤسسي وتعزيز الحكم اللامركزي في عموم المحافظات المحررة.
واكد على انه فوق ذلك "فإن الدولة الاتحادية، التي تبنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، هي ارضية مهمة ينبغي التمسك بها والبناء عليها لتحقيق العدالة، التي قدمت بموجبها الاطراف الاعتذار، و الاعتراف بالخطأ وضمان عدم تكراره".
ودافع الرئيس العليمي عن الوحدة اليمنية التي قال انها جاءات تتويجا لأهداف ثورتي 26سبتمبر، و14 اكتوبر بتحقيق الحلم، والتأكيد على واحدية المسار والمصير.
اضاف" لقد كان اخواننا الجنوبيون، سباقون الى الوحدة، تنشئة، وفكرا، ونضالا، وظلوا مخلصين لها، ولا يمكن ان يكونوا مخطئين في ذلك"
وابدى تفهمه لموقفهم اليوم في الالتفاف حول قضيتهم العادلة بعدما انحرف مسار المشروع الوحدوي، وافرغ من مضمونه، وقيمته التشاركية بعد حرب صيف 1994.
واكد انه حان الوقت للعمل من اجل اعادة السلطة للشعب وتأمينها وحمايتها بالمشاركة الواسعة، والمواطنة المتساوية، والحقوق والحريات.
وقال "لا يمكن ان نترك لدعاة الخراب، والمليشيات المسيطرة بالقوة على صنعاء اي فرصة لشق الصف، والمزايدة في قضية الوحدة اليمنية، وهي التي فرضت واقعا تشطيريا باجراءاتها الاحادية المميتة، بدءا بمنع تداول الطبعة الجديدة من العملة، واغلاق الطرق بين المدن، وفرض الجبايات والرسوم الجمركية بين المحافظات الشمالية والجنوبية، والمحررة وتلك الواقعة تحت سيطرتها، وتغيير المناهج الدراسية، واعادة تشكيل المؤسسات المنتحلة على أساس عائلي، و طائفي، ومناطقي
وشدد على انه يتوجب على الجميع التمييز بحكمة وشجاعة بين النزعة الوحدوية الصادقة التي تنظر الى اليمنيين كإخوة انداد وشركاء، و بين النزوع الاحادي التدميري الذي يشطر البلد وشعبه الى شقين غير متكافئين: سادة وعبيد، مركز واطراف، اصل وفرع، متغلبون وتابعون.
وذكر بان الاحتفال بيوم الوحدة اليمنية، ليس نزوعا للمكايدة السياسية، او الاقصاء، وانما التزاما بقوة الدستور، والمركز القانوني الشرعي للدولة المعترف بها اقليميا، ودوليا، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وبالاهداف السامية التي صاغها اليمنيون في الجنوب والشمال قبل ستة عقود.