مع مرور ثلاثة أسابيع على القتال العنيف في السودان، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعيّ فيديو قيل إنّه يُظهر عودة قوّات سودانيّة من اليمن للمشاركة في القتال ضدّ قوّات الدّعم السّريع. لكن هذا الفيديو قديم، وهو يُظهر في الحقيقة وصول قوّة سودانيّة إلى اليمن قبل سبع سنوات، في إطار التحالف العربيّ بقيادة السعوديّة لمقاتلة المتمرّدين الحوثيين هناك.
يُظهر الفيديو جنوداً وآليات عسكريّة وعتاداً قرب ميناء ترسو فيه سفينة.
وجاء في التعليقات المرافقة "قوّات التّحالف السّوداني في طريقها إلى السّودان".
وأرفقت المنشورات أيضاً بدعوة لمقاتلي قوّات الدّعم السّريع لتسليم أنفسهم للجيش.
يأتي ظهور هذا المنشور فيما تدخل المعارك في السّودان أسبوعها الثالث رغم المساعي الإقليمية والدوليّة المتواصلة لوقف إطلاق النار.
ومنذ اندلاع المواجهات في 15 نيسان/أبريل، أسفرت المعارك عن سقوط 700 قتيل وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفاً إلى الدول المجاورة.
ويعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أي من الطرفين على الحسم ميدانياً، ما قد يحوّلها لحرب استنزاف طويلة.
•حقيقة الفيديو
في هذا السياق، نُشر هذا الفيديو على مواقع التواصل للقول إن قوّات سودانيّة ستصل من اليمن للمساهمة في حسم النزاع لصالح الجيش.
لكن ما قيل عن هذا الفيديو غير صحيح.
فهذا الفيديو - الذي نشرته وسائل إعلام في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015 - يُظهر وصول قوّة سودانيّة إلى اليمن ضمن قوّات التحالف العربيّ بقيادة السّعوديّة.
وفي ذلك الحين، وتحديداً في التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر، وصلت تعزيزات من القوات السودانية قوامها أكثر من 400 جندي إلى مدينة عدن لدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وقد أرسل الجيش وقوّات الدّعم السريع مقاتلين في العام 2015، ثم سُحبت هذه القوّات في وقت لاحق.