كرم مركز المرشدي للثقافة والتراث بمديرية المنصورة بعدن، مساء امس الأربعاء، الفنان الكبير محمد محسن عطروش، وذلك تقديرا وعرفانا لما قدمه الفنان عطروش من ابداعات وعطاءات في المجال الغنائي والفني لأكثر من خمسون عاماً.
جاء ذلك خلال احتفاء المركز بالذكرى السنوية العاشرة على رحيل فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي، بإقامة فعالية فنية وثقافية بمشاركة عدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية والأدبية والإعلامية والفنية والاجتماعية ومحبي ومعجبي الفنان الراحل.
واستهلت الفعالية، التي أقيمت في مركز المرشدي الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله المتواضع في حي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته، فقراتها بقراءة الفاتحة على روح الفقيد محمد مرشد ناجي، ثم ألقيت كلمة من قِبل نجل الفقيد ورئيس المركز مسواط المرشدي رحب فيها بالحاضرين جميعا.
وقال " نستهل الاحتفاء بالذكرى العاشرة لرحيل الوالد بتكريم الفنان القدير محمد محسن عطروش تقديرا وعرفانا لجهوده وعطاءاته الإبداعية والفنية والغنائية لسنوات طويلة قدم فيها اجمل الالحان والاغاني .
بدوره عبر الفنان الكبير محمد محسن عطروش عن "سعادته البالغة والكبيرة بهذا التكريم الذي لا يوصف ولا يقدر ، من أسرة الاب الروحي للفن اليمني ولي شخصيا وعلى مسيرتي الفنية والغنائية".
وقال الفنان القدير عطروش :" محمد مرشد ناجي الإنسان والفنان والرجل الذي أفنى جل عمره في هذا المجال الإبداعي في زمن كان هذا العشق يتضاءل ويموت ، لكن المرشدي ومن معه من الفنانين بثقافته الغزيرة وفنه استطاع تطوير الأغنية اليمنية حتى أصبحت منارة تضيء المبدعين والفنانين والمثقفين حتى اليوم والى ماشاء الله ".
وأشار إلى أن المرشدي هو شيخ الفنانين وكان مهتما جدا بضرورة جمع التراث الغنائي والفني والمحافظة عليه ونشره على نطاق واسع.
وجدد الفنان الكبير عطروش دعوته للحكومة المعترف بها دولياً والسلطة المحلية بالعاصمة المؤقتة عدن إلى تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز المرشدي للثقافة والتراث ، وذلك تكريما وتقديرا ووفاءً لما قدمه عميد الغناء اليمني الفنان الكبير الراحل محمد مرشد ناجي من تجربة غنائية ثرية وغنية حافلة بالعطاء الإبداعي في المجال الثقافي والفني والتاريخي طوال مسيرته على مدى ستة عقود .
كما ألقيت في الفعالية كلمات من قِبل الشخصية السياسية والاجتماعية والرياضية العدنية أ. أحمد محمد القعطبي ، الذي حرص على المشاركة في هذه الفعالية رغم مرضه ، و د. محمد عبد المجيد قباطي وزير السياحة والإعلام السابق ، وأ. خالد شايف عضو مجلس النواب ، ود. هشام محسن السقاف مدير عام مكتب التخطيط في محافظة لحج ، ود. محمد السروري، ود. ماهر علي قاسم و أ. هاشم المرشدي، تطرقت لمناقب ومواقف وذكريات الراحل "المرشدي" ودوره البارز والريادي في الحركة الفنية والثقافية والوطنية. مشيرين إلى إسهامات الفقيد المرشدي فاعلة في مشوار حياته الفنية والموسيقية منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية والموسيقية فغنى للأرض، غنى للإنسان، غنى للحب، غنى للحياة، غنى للثورة وغنى للحرية وغنى للوطن وغنى الأغنية العاطفية والأغنية الموضوعية وقدم العديد من الألحان وقدم الأنشودة الوطنية الحماسية التحريضية في مرحلة تاريخية من مراحل التاريخ اليمني الحديث والمعاصر وصارت تلك الأناشيد مرجعاً تاريخياً في كتابة البحث التاريخي.
وتُوفي الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في السابع من فبراير عام 2013 في عدن، عن عمر ناهز 84 سنة، ليخسر اليمن بوفاة المرشدي واحداً من أهم الفنانين الذين أثروا المكتبة الغنائية اليمنية والعربية بالعديد من الأعمال الغنائية والفنية التي مثلت منعطفات هامة في تاريخ تطور الأغنية اليمنية؛ حيث كان المرشدي من أهم المؤصلين والمطورين للغناء اليمني.
ويمثل المرشدي اسماً كبيراً في تاريخ الأغنية اليمنية، وبرز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، نسيج لوحده، أسهم بدور ريادي وهام في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع ليس على مستوى اليمن فحسب؛ بل على مستوى الجزيرة العربية والخليج، وهو مؤرخ موسيقي، وملحن، ومطرب، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه، فضلاً عن توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة.
وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية، ومنها الحضرمية واللحجية واليافعية، ويعتبره كثير من النقاد أكبر مساهم في إخراج الأغنية الصنعانية من نطاقها الضيق، وأول من غنى الأغنية التهامية.