تقرير: سياسة الولايات المتحدة ومسار اليمن المستقبلي
يمن فيوتشر - تقرير واشنطن عن الشرق الاوسط- ترجمة اميمة مروان: الاربعاء, 16 نوفمبر, 2022 - 11:35 مساءً
تقرير: سياسة الولايات المتحدة ومسار اليمن المستقبلي

كانت "اليمن بالتحديد " هي الأولى من بين العديد من الندوات التي تناولت موضوع التحديات التي تواجه العالم العربي في المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية السنوي الحادي والثلاثين. 
كانت حاضرة في مؤتمر صانعي السياسات في مبنى (رونالد ريغان) ومركز التجارة الدولية في واشنطن العاصمة يومي الثاني والثالث من نوفمبر. 
حيث بدأ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن (تيموثي ليندركينغ) بالتطرق إلى جهود السلام الجارية، في حين أن الهدنة التي انتهت صلاحيتها مؤخراً بوساطة الأمم المتحدة - والتي استمرت من 2 أبريل إلى 2 أكتوبر - وفرت للشعب اليمني فوائد منقذة للحياة وقللت بشكل كبير من الخسائر في صفوف المدنيين.
 شدد حينها (ليندركينغ) على الحاجة إلى خطة سلام دائمة تنشأ داخل اليمن نفسه، وعلق قائلاً: "كما قالت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً، فإن مستقبل اليمن في أيدي اليمنيين، هم الذين سيتخذون القرارات الرئيسية بشأن التصرف في بلدهم." وأضاف  "يمكن لأطراف النزاع إما البناء على هذه الفترة غير المسبوقة من الهدوء والانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة أو اختيار العودة إلى حرب تشل البلاد وتحرم شعبها من المستقبل" .
شارك (كريستوفر هينزل) _السفير الأمريكي السابق في اليمن_ ، وجهة نظره بأن نهج الولايات المتحدة تجاه اليمن مقيد جزئياً بعلاقة واشنطن مع دول أخرى في المنطقة، لا سيما المملكة العربية السعودية وإسرائيل. وعلق قائلاً: "ما نقوم به في اليمن يتم احتوائه أو تقييده بهذه الأولويات العليا". وأضاف بعبارات أخرى " تفتقر الولايات المتحدة في الواقع إلى حرية الابتعاد ببساطة عن اليمن أو حتى إيقاف مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، ولكن أشعر أن ذلك من غير المرجح أن يحدث ".
أفضل طريقة للمضي قدماً هي أن تستمر الولايات المتحدة في تشجيع الأطراف على الحفاظ على وقف إطلاق النار أو تجديده، كما أوصى (هنزل)، على مواصلة تشجيع السعوديين في تعاملهم المباشر مع الحوثيين. وقال: " بعد كل شيء، يمكن للسعوديين فقط تقديم الحوافز المالية اللازمة لإقناع الحوثيين بتقديم تنازلات".
نقلت (سارة تشارلز) من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعم الولايات المتحدة الإنساني المستمر لليمنيين. 
وقالت إنه على الرغم من الإغاثة التي وفرتها الهدنة، إلا أن احتياجات اليمنيين تستمر في النمو بمعدل ينذر بالخطر، ولا تزال الأزمة الإنسانية في البلاد واحدة من أسوأ الأزمات في العالم،  فهناك ما يقرب من 75 % من السكان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية فقط.
 وأشارت إلى أن "تسعة عشر مليون يمني بحاجة إلى مساعدات غذائية وأكثر من مليوني طفل صغير يواجهون سوء تغذية مميت". 
ووفقاً ل ( تشارلز ) فإن هناك حاجة خاصة إلى المنتجات الغذائية المدعمة للغاية التي تدعم الأطفال الأكثر تعرضاً لسوء التغذية دون سن الخامسة. 
وقالت: "يمكن للتدخلات الإنسانية أن تعمل بسرعة كبيرة لإعادة الأطفال من كونهم على أبواب الموت حقاً إلى الازدهار ولكن إذا لم تتم معالجة سوء التغذية، فسيؤثر ذلك على نمو أدمغتهم وقدرتهم على التعلم والنمو في وقت لاحق".
 إن التهديد بتجدد الصراع لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضغط على عملية الإغاثة الممتدة بالفعل، فقد تم تمويل 48% فقط من نداء الأمم المتحدة الإنساني لليمن. 
 و قدمت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار هذا العام وحده، وهو ما يمثل أكثر من نصف جميع المساهمات التي قدمها المانحون. 
وأعلنت (تشارلز) : "نحن أكبر مانح حتى الآن فكل شهر تصل المواد الغذائية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى 13 مليون شخص ضعيف في اليمن". 
 وقد لخص (ديفيد دي روش) _الأستاذ المساعد في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني_  أزمة الغذاء العالمية وقال: "إذا كانت لديك أزمة غذاء، فإنك تعاني من عدم الاستقرار السياسي، و إن حالة الجوع هذه حقيقية، وستؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي، وهي أكبر بكثير من اليمن، على الرغم من أن اليمن واحدة من أسوأ الحالات".


التعليقات