القاهرة: "لأنه يواجه خطر الموت"... ثلاث صحافيات يضربن عن الطعام تضامنا مع الناشط علاء عبد الفتاح
يمن فيوتشر - فرانس 24 الثلاثاء, 08 نوفمبر, 2022 - 12:20 صباحاً
القاهرة:

قررت ثلاث صحافيات مصريات الإثنين الدخول في إضراب عن الطعام تضامنا مع مواطنهم الناشط السياسي المعروف علاء عبد الفتاح. وقالت إحداهن لوكالة الأنباء الفرنسية: "نتوقف عن تناول الطعام، لأن علاء عبد الفتاح يواجه خطر الموت". وأضافت "نطالب بإطلاق سراح كل سجناء الرأي" الذين تقدر المنظمات الحقوقية عددهم بـ60 ألفا. ويخوض عبد الفتاح معركة الأمعاء الفارغة مع بداية قمة المناخ كوب27 في مصر، للمطالبة بإطلاق سراحه. ويزداد القلق الدولي حيال مصيره حيث أثار كل من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضيته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ.
تضامنا مع الناشط السياسي المصري المعروف علاء عبد الفتاح الذي يقضي عقوبة بالسجن لخمس سنوات بتهمة "بث أخبار كاذبة" ودخل في إضراب عن الطعام مع افتتاح مؤتمر المناخ كوب27، أعلنت ثلاث صحافيات من مواطنيه بدورهن معركة الأمعاء الفارغة في مقر نقابة الصحافيين المصريين للمطالبة بالإفراج عنه.
وقالت إيمان عوف ومنى سليم ورشا عزب على فيس بوك: "بدء إضرابنا عن الطعام في مقر نقابتنا، نقابة الصحافيين المصريين تضامنا مع إضراب سجين الرأي علاء عبد الفتاح الذي يصارع الموت الآن وتضامنا مع كل معتقلي الرأي في مصر".
وقالت منى سليم لوكالة الأنباء الفرنسية: "نتوقف عن تناول الطعام لأن علاء عبد الفتاح يواجه خطر الموت".
وأضافت "نطالب بإطلاق سراح كل سجناء الرأي" الذين تقدر المنظمات الحقوقية عددهم بـ60 ألفا.
توقف السجين السياسي المصري-البريطاني الذي أعلن إضرابا كاملا عن الطعام الأسبوع الماضي، عن شرب الماء الأحد فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه سيغتنم فرصة حضوره مؤتمر الأطراف للمناخ المنعقد في مصر لإثارة قضيته.
وكتب ريشي سوناك في رسالة وجهها إلى شقيقة عبد الفتاح، سناء سيف، السبت أن "مشاركة المملكة المتحدة في كوب 27 تمثل فرصة جديدة للتطرق إلى قضية شقيقك مع السلطات المصرية".
وأكد سوناك أن عبد الفتاح "يظل أولوية للحكومة البريطانية كمدافع عن حقوق الإنسان وكمواطن بريطاني".

"افرجوا عن علاء"
وفي بيروت، تظاهر قرابة مئة شخص، لبنانيون وسوريون ومصريون، تضامنا مع عبد الفتاح قرب السفارة البريطانية، بحسب مصور وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت الناشطة والصحافية ديانا مقلد التي حملت صورة بالأبيض والأسود لعبد الفتاح، كتب عليها: "افرجوا عن علاء" إن الناشط المصري-البريطاني "رمز في العالم العربي".
وأضافت "إنه يجسد المواجهة التي يخوضها العالم العربي منذ قرابة 12 عاما ضد السلطات القمعية. إننا مجتمعون اليوم لنرفع صوتنا للمطالبة بالإفراج عن علاء وعن آلاف السجناء الآخرين في مصر والعالم العربي".
وتتزايد تدوينات الناشطين المشاركين في كوب27 على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم "أطلقوا سراح علاء".
واختتم العديد من المتحدثين المنتمين للمجتمع المدني مداخلاتهم في كوب27 بعبارة "لم تهزم بعد"، وهو عنوان النسخة الإنكليزية من كتاب علاء عبد الفتاح "شبح الربيع".
قلق دولي
ويزداد القلق الدولي حيال مصير علاء عبد الفتاح القابع في زنزانته، والذي أثار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضيته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ على هامش مؤتمر "كوب27".
 وقال الناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن سوناك "أثار قضية علاء عبد الفتاح" خلال اللقاء مع السيسي "مشددا على قلق حكومته البالغ" حيال وضعه.
وأضاف المتحدث أن رئيس الوزراء البريطاني "قال إنه يأمل في أن يتم حل هذه القصية في أسرع وقت ممكن وسيواصل الضغط من أجل إحراز تقدم" بهذا الصدد.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين بأنه أثار قضية عبد الفتاح مع الرئيس المصري وتلقى تطمينا من السيسي يفيد بأن الأخير "تعهد ضمان المحافظة على صحة علاء عبد الفتاح". وأعرب عن أمله أن "تسمح الأسابيع والأشهر المقبلة بالتوصل إلى نتائج".
ومن جهتها، حذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار القاهرة الأحد من أنه "لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه. إذا لم تفعل (السلطات المصرية) ذلك، فإن موته سيحضر في كل مناقشات مؤتمر كوب27".
ولكن وزير الخارجية المصري سامح شكري سئل في شرم الشيخ عن احتمال أن يموت علاء عبد الفتاح في السجن، فقال "إنه يحظي بكل الرعاية اللازمة في السجن". وأكد الوزير المصري كذلك أن عبد الفتاح لم يقم بالإجراءات القانونية اللازمة للحصول على الجنسية البريطانية، ولكن الكاتبة أهداف سويف، وهي خالة عبد الفتاح، أكدت في سلسلة تدوينات على تويتر أن السلطات المصرية طلبت منه التخلي عن الجنسية المصرية وعندما وافق منعته من توقيع الأوراق اللازمة لاتمام ذلك.
وتوجهت والدة علاء عبد الفتاح، أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة ليلى سويف إلى سجن وادي النطرون (100 كيلومتر شمال القاهرة) حيث يقبع ابنها، للحصول على رسالة بخط يده والاطمئنان عليه، إلا أنها غادرت في المساء دون الحصول على شيء، بحسب ما كتبت شقيقته منى سيف على تويتر.
ويقضي عبد الفتاح، وهو وجه بارز في ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حكما بالسجن لخمس سنوات بتهمة "بث أخبار كاذبة"، وقد أمضى جزءا كبيرا من العقد الماضي في السجن.
وبحسب منظمة العفو الدولية، تم الإفراج عن 766 سجين رأي منذ أن أعادت السلطات المصرية تفعيل لجنة العفو الرئاسي في نيسان/أبريل 2022.
لكن 1540 آخرين ألقي القبض عليهم وسجنوا منذ ذلك الحين من بينهم شريف الروبي وهو ناشط يساري أعيد حبسه بعد إطلاق سراحه، وفق المنظمة الحقوقية الدولية.
حصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية في السجن في نيسان/أبريل من خلال والدته المولودة في بريطانيا. وتخشى عائلته على حياته مع مرور الوقت.


التعليقات