كشفت دراسة نشرت في طب النوم أن أكثر من ثلثي الأشخاص سيتحدثون أثناء النوم خلال حياتهم.
وقال الدكتور كنان رامار، أستاذ الطب لدى مجموعة "مايو كلينك" الطبية والبحثية في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، إن التحدث أثناء نومك يُسمى باضطراب "الخطل النومي"، والخبراء ليسوا متأكدين تمامًا من سبب حدوثه.
وقالت ريبيكا روبينز، عالمة النوم في مستشفى بريغهام والنساء وأستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد إنه "يمكن أن تستمر بعض فترات الحديث أثناء النوم لمدة 30 ثانية ولا تظهر إلا نادرًا، بينما يتحدث البعض الآخر أثناء النوم لفترات أطول وفي كثير من الأحيان خلال فترة النوم".
وأشارت روبينز إلى أن العوامل الوراثية أو زيادة استهلاك الكحول قد يلعبان دورًا في التحدث أثناء النوم.
وأوضح رامار أن الإجهاد المفرط يُعد عاملًا رئيسيًا آخر، مضيفًا أنه "نظرًا لأن القلق يمكن أن يساهم في التحدث أثناء النوم، فقد يعبر البعض عن مشاعرهم أو مخاوفهم أو يفكرون في أحداث يومهم".
ويمكن أن يتراوح الحديث أثناء النوم من بضع كلمات غير منطقية إلى جمل كاملة وعادة ما يكون غير ضار، حسبما ذكرته روبينز.
وقام الباحثون بتحليل أنماط الحديث أثناء النوم لأكثر من 230 فردًا، ووجدوا أن الكلمة الأكثر شيوعًا هي "لا".
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Sleep"، أن نحو نسبة 10% من الأشخاص، يستخدمون الألفاظ النابية أثناء النوم.
•التوقف للاستماع إلى شخص خيالي
ووجدت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين يتحدثون أثناء نومهم كانوا يتوقفون مؤقتًا عن الكلام للسماح لشخص وهمي بالتحدث معهم قبل الرد عليه.
ولفتت روبينز إلى أن هذا يوضح أن الدماغ النائم يمكن أن يعمل على مستوى عالٍ.
ورغم من أنه غير شائع، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تعترف فيها بشيء ما أثناء نومك، وفقًا لما ذكرته روبينز.
وأشار رامار إلى أن معظم الأشخاص يميلون إلى تكوين جمل أكثر تماسكًا خلال أول مرحلتين من النوم، أما خلال المرحلتين الثانيتين، يميل الأشخاص إلى تكوين جمل لا معنى لها.
وعندما يستيقظ الأشخاص، نادرًا ما يتذكرون أنهم تحدثوا أثناء نومهم، وغالبًا ما يعتمدون على الشخص الذي ينام بجوارهم لإخبارهم ما إذا كانوا قد تحدثوا أثناء النوم، وفقًا لما ذكره رامار.
•كيفية تفادي الحديث أثناء النوم
وأكدت روبينز أن الحديث أثناء النوم عادة ما يكون غير ضار ولا يرتبط بأي مشاكل عقلية أو جسدية.
وإذا وجدت أن شريكك يستمر في الاستيقاظ بسبب حديثك أثناء النوم، فإن تعديل نمط حياتك ليشمل استهلاك أقل من الكحول والمزيد من ساعات النوم يمكن أن يساعدك.
وأضافت روبينز أنه من المهم أيضًا إيجاد طرق لتقليل التوتر.
وينصح رامار بتجنب استهلاك الكافيين خلال فترة ما بعد الظهر، مشيرًا إلى أهمية محاولة الذهاب للنوم والاستيقاظ في أوقات مماثلة لتنظيم الطاقة.
وإذا لم تنجح تلك الخطوات، فقد أوصت روبنز الأشخاص بمراجعة اختصاصي النوم حتى يتمكنوا من إجراء تسجيل النوم طوال الليل لتحليل الموقف وحله بشكل أفضل.