يعتبر تشقق الشفتين مشكلة شائعة يعاني منها الكثيرون، حتى مع استخدام مرطبات الشفاه المعروفة، والتي قد يكون لها في بعض الأحيان تأثيرات معاكسة، حسب شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتقول طبيبة الأمراض الجلدية، ريشمي كابور، إن مشكلة الشفاه المتشققة ترجع في الأساس إلى أنها "تفتقر إلى الطبقات الواقية التي تمنع فقدان الرطوبة، على عكس الجلد".
وتضيف أن "الجلد يحتوي على حاجز رطب يسمى (الطبقة القرنية)، وهي الطبقة الخارجية من الجلد التي تمنع الماء من مغادرة الجسم، فيما تحتوي الشفاه على طبقة قرنية رقيقة جدا، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف مقارنة بأجزاء أخرى من الجسم".
وتتابع: "بالإضافة إلى ذلك، تفتقر الشفاه إلى ميزات جلدية أخرى، مثل بصيلات الشعر والغدد العرقية والغدد الدهنية التي توفر رطوبة أو زيوت إضافية".
ونظرا إلى أن الشفاه لا تستطيع إنتاج الرطوبة الخاصة بها، فإنها عرضة للجفاف بسهولة عندما ترتفع درجات الحرارة، والتعرض المفرط لأشعة الشمس أو أثناء الطقس البارد، حسب كابور.
•ما الحل؟
يوصي أطباء الجلد باستخدام مرطب الشفاه الذي يحتوي على الفازلين، حيث يعمل كمادة انسدادية (مانعة للتسرب) للحفاظ على رطوبة الشفاه دون تهيج الجلد بالمواد الكيميائية المضافة.
وفي حين أنه يجب على الأشخاص استخدام الفازلين حسب الحاجة، أوصت كابور بوضع كمية "سخية" أثناء في الليل لترطيب الشفاه.
وإلى جانب استخدام الفازلين، تقول كابور: "يجب الابتعاد عن الشمس، حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تجففها، كما أنها قد تكون عرضة للإصابة بسرطان الجلد".
وللحفاظ على رطوبة الشفاه، حسب "سي إن إن"، أوصت كابور أيضا بزبدة "الشيا" و"السيراميد"، وهو نوع من الدهون الموجودة في خلايا الجلد، ويعمل كلا المكونين على تقوية حاجز رطوبة البشرة ويمنع الماء من التسرب.
بالإضافة إلى ذلك، تقول: "يجب على الأشخاص شرب الكثير من الماء طوال اليوم".
وتوصي الطبيبة بالابتعاد عن استخدام مقشر الشفاه، محذرة من أنه "قد يجعل الشفاه أكثر عرضة للمهيجات البيئية".
هل يشير تشقق الشفاه إلى مرض؟
يقول كبير الأكاديميين المقيمين في قسم الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة نيويورك، شايان شيراغلو، إن استمرار تشقق الشفاه أو تفاقم المشكلة يحتاج إلى استشارة طبيب الأمراض الجلدية، حيث يمكن أن يكون في كثير من الأحيان أحد أعراض حالة صحية أخرى.
ويستطرد: "على سبيل المثال، غالبا ما يحدث تشقق الشفاه عند الأشخاص الذين يعانون من نقص الفيتامينات أو مرض الغدة الدرقية، بالإضافة إلى التهاب الشفة الزاوي".
ويوضح أن "التهاب الشفة الزاوي هو حالة جلدية غالبا ما يتم الخلط بينها وبين تشقق الشفاه، حيث تسبب شقوقا صغيرة في زاوية الفم"، مشيرا إلى أن الحالة قد تتفاقم عن طريق لعق الشفاه ولن تتحسن باستخدام المرطبات، وعلاجها يتم من خلال مضاد موضعي للفطريات.