يعتبر عقل الإنسان معقداً جداً حيث تعمل حوالي “100” مليار خلية عصبية معاً لكي نتمتع دائماً برشاقة وسرعة في التفكير. لكنه مثله مثل باقي أعضاء الجسم، يشيخ مع التقدم في السن، ما قد يدفع بعض الاشخاص احياناً إلى تدوين المواعيد أو تفاصيل محادثة ما.
وبحسب ما نشره موقع Neuroscience News، فإنه لحسن الحظ، من الممكن أن يتم تمرين العقل وتحسين أدائه، حيث اشار البروفيسور هيرموندور سيغموندسون، أستاذ في قسم علم النفس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا الى أن “مفاتيح نظامنا العصبي هي المادة الرمادية والبيضاء”، وبشكل تقريبي، تتكون المادة الرمادية من الخلايا العصبية والتشعبات، بينما توفر المادة البيضاء الاتصالات بين الخلايا (المحاور النخاعية) وتساهم في سرعة الإرسال وتوزيع الإشارات.
يجمع مقال حديث في دورية Brain Sciences الكثير مما نعرفه من الأبحاث السابقة في مجال صحة الدماغ، وذهب الباحثون إلى أبعد مدى ليكونوا شاملين في دراستهم وقدموا حوالي مائة مرجع لمقالات حول كيفية الحفاظ على شكل المادة الرمادية والبيضاء في المخ. ويقول البروفيسور سيغموندسون إن هناك عوامل هامة إذا اراد كان المرء يريد إبقاء عقله في أفضل حالاته”، وهي: المحافظة على أسلوب الحياة النشط الذي يساعد على تطوير الجهاز العصبي المركزي ومواجهة شيخوخة الدماغ” فإذا كان الشخص يعمل بوظيفة مكتبية مستقرة أو عمل لا يتطلب حركة بدنية نشطة، فإنه يجب بعدما ينتهي من العمل، أن يقوم بتنشيط نفسه بدنيًا بممارسة التمرينات الرياضية أو المشي على الأقل.
وأشار الى ان البعض منا يسعد بالعزلة وأن يبقى بمفرده أو مع عدد قليل من الناس، لكن ثبت علميًا أنه من الأفضل تعزيز الأنشطة الاجتماعية، لأن العلاقات مع الآخرين والتفاعل معهم اشاعة في عدد من العوامل البيولوجية المعقدة التي يمكن أن تمنع الدماغ من التباطؤ”، بمعنى أن التواجد مع أشخاص آخرين، على سبيل المثال من خلال المحادثة أو الاتصال الجسدي، يدعم وظيفة الدماغ الجيدة.
واخيراً، العاطفة او الشغف يمكن أن يكون العنصر الأخير المهم حيث إنه من الضروري وجود اهتمام قوي بشيء ما، حيث تؤثر الرغبة أو الحرص على تعلم أمور جديدة “على تطوير وصيانة شبكاتنا العصبية”. كما أن الفضول وعدم الاستسلام وعدم ترك كل شيء يسير في مجراه بنفس الطريقة طوال الوقت، كل هذه الامور يمكن أن تكون اساسية للحفاظ على صحة المخ. إذ “يرتبط تطور الدماغ ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة. ويساعد التمرين البدني والعلاقات والعاطفة على تطوير الهياكل الأساسية لدماغنا والحفاظ عليها مع تقدمنا في السن”.