[ اسوشيتد برس - واس ]
أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن وابلا من الضربات الصاروخية والطائرات دون طيار على المملكة العربية السعودية، مستهدفين منشآت رئيسية بما في ذلك الغاز الطبيعي ومحطات تحلية المياه في وقت مبكر اليوم الأحد، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.
وخفض إنتاج النفط مؤقتًا في أحد المواقع.
وشكل قصف ما قبل الفجر أحدث تصعيد لهجمات المتمردين على المملكة مع دخول الحرب في اليمن عامها الثامن وتعثر محادثات السلام.
وقال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن إن الهجمات لم تسفر عن سقوط ضحايا، لكنها ألحقت أضرارا بمركبات ومنازل مدنية قريبة. وفي واقعة منفصلة قال التحالف أيضا إنه دمر زورقا مسيرا عن بعد مليئا بالمتفجرات أرسله الحوثيون جنوبي البحر الأحمر المزدحم بالحركة الملاحية.
و بعد ساعات من إعلان الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو العملاقة للنفط للصحفيين أن الهجمات لم يكن لها تأثير على إمدادات النفط، أقرت وزارة الطاقة بأن غارة بطائرة دون طيار استهدفت شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير تسببت في "انخفاض مؤقت في إنتاج المصفاة".
وقالت الوزارة في بيان، دون الخوض في تفاصيل، إن الاضطراب الذي يأتي مع ارتفاع أسعار النفط في سوق الطاقة المضطرب بالفعل "سيتم تعويضه من المخزون".
وجاءت الهجمات في الوقت الذي أعلنت فيه أرامكو السعودية أكبر شركة نفط في العالم المدعومة من الدولة، ارتفاع أرباحها بنسبة 124٪ عام 2021 إلى 110 مليارات دولار، وهي قفزة تغذيها مخاوف متجددة بشأن نقص الإمدادات العالمية وارتفاع أسعار النفط.
وأصدرت أرامكو المعروفة أيضًا باسم شركة الزيت العربية السعودية، أرباحها السنوية بعد أسابيع من التقلبات الشديدة في أسواق الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وزادت العقوبات المفروضة على روسيا، وهي من أكبر الدول المصدرة للنفط الخام والمنتجات البترولية في العالم، من الاضطراب في السوق.
وارتفع خام برنت القياسي الدولي للنفط بما يزيد عن 107 دولارات يوم الأحد بعد أن وصل تقريبًا إلى ذروة 140 دولارًا في وقت سابق من هذا الشهر. وقاومت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حتى الآن النداءات الغربية لزيادة إنتاج النفط لتعويض خسارة النفط الروسي مع ارتفاع أسعار البنزين.
وقال يحيى سريع المتحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، إن جماعته شنت "عملية عسكرية واسعة وكبيرة"، حيث أطلقت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على منشآت أرامكو و "أهداف حساسة" أخرى.
ووصف الهجوم بأنه انتقام من "العدوان والحصار" الذي تقوده السعودية.
قال التحالف العسكري بقيادة السعودية إن الضربات الجوية استهدفت مجموعة من المنشآت: محطة أرامكو للغاز المسال ومجمع للبتروكيماويات في ميناء ينبع على البحر الأحمر، ومحطة كهرباء في جنوب غرب البلاد، ومنشأة لتحلية المياه في الشقيق على ساحل البحر الأحمر، اضافك الى منشأة نفط تابعة لأرامكو في مدينة جيزان الحدودية ومحطة وقود في مدينة خميس مشيط الجنوبية.
ولم يتضح مدى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ومنشآت الطاقة السعودية وقالت الوزارة إن مصفاة ينبع هي الوحيدة التي شهدت انخفاضًا مؤقتًا في الإنتاج.
و مصفاة ينبع سينوبك للتكرير هي مشروع مشترك بين أرامكو والصين، بقيمة 10 مليارات دولار على البحر الأحمر، و تضخ 400 ألف برميل من النفط يوميًا.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية صوراً لعربات الإطفاء وهي تغمر ألسنة اللهب المتطايرة بالمياه وقطعاً من الأنقاض الذي أحدثته شظايا تحطمت في الأسقف وجدران الشقق.
وأظهرت صور أخرى سيارات محطمة وحفرًا عملاقة في الأرض.
ويأتي هذا الوابل بعد أيام من إعلان مجلس التعاون الخليجي ومقره السعودية أنه دعا الأطراف اليمنية المتحاربة لإجراء محادثات في الرياض تهدف إلى إنهاء الحرب وهو عرض رفضه الحوثيون تمامًا وطالبوا بإجراء مفاوضات في دولة "محايدة".
و قالت بعثة الأمم المتحدة يوم أمس إن المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانز جروندبرج، التقى خلال عطلة نهاية الأسبوع مع كبير المفاوضين الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط لمناقشة "هدنة محتملة خلال شهر رمضان المبارك"، من المفترض أن تبدأ مع أوائل أبريل / نيسان المقبل.
وتعثرت محادثات السلام منذ أن حاول الحوثيون السيطرة على مأرب الغنية بالنفط وهي واحدة من آخر معاقل الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في شمال البلاد.
اندلعت حرب اليمن الوحشية في عام 2014 بعد أن استولى الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء.
وشنت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى حملة جوية مدمرة لطرد الحوثيين واعادة الحكومة المعترف بها دوليًا.
لكن بعد سنوات، ذهبت الحرب الى مأزق دموي وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
و دمرت الغارات الجوية للتحالف البنية التحتية وضربت أهدافا مدنية في اليمن مثل المستشفيات ومراكز الاتصالات وحفلات الزفاف، مما أثار انتقادات دولية واسعة النطاق.
وتسببت هجمات الحوثيين المتكررة عبر الحدود التي تستهدف مصافي النفط الرئيسية في المملكة في اهتزاز أسواق الطاقة العالمية وزادت من مخاطر تعطل الإنتاج في مواقع أرامكو.
كجزء من تقريرها لعام 2021 قالت أرامكو إنها التزمت بوعدها بدفع أرباح ربع سنوية بقيمة 18.75 مليار دولار - 75 مليار دولار العام الماضي - بسبب الالتزامات التي تعهدت بها الشركة للمساهمين في الفترة التي تسبق طرحها العام الأولي.
وتذهب جميع أرباح الأسهم تقريبًا إلى الحكومة السعودية.
وعلى الرغم من الجهود المتزايدة التي يبذلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع موارد الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط لا تزال المملكة تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط لتغذية الإنفاق الحكومي.
و أثر انخفاض أسعار النفط في السنوات الأخيرة على أرامكو، مما أجبر المملكة على تقليص إنفاقها على المشاريع والدعم.
لكن في ضوء زيادة الدخل في 2021 وارتفاع أسعار النفط، قالت أرامكو يوم الأحد إنها تتوقع زيادة نفقاتها الرأسمالية إلى ما بين 40 و 50 مليار دولار هذا العام لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وهي زيادة كبيرة عن إنفاق العام الماضي البالغ 31.9 مليار دولار.
وقال أمين ناصر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أرامكو: "على الرغم من تحسن الظروف الاقتصادية بشكل كبير، إلا أن التوقعات لا تزال غير مؤكدة بسبب عوامل الاقتصاد الكلي والجيوسياسية المختلفة".
وصعدت أسهم أرامكو أكثر من 3 بالمئة يوم الأحد لتتداول بنحو 43.20 ريال (11.50 دولار) للسهم في بورصة الرياض للأوراق المالية.