زار مسؤولو دفاع إسرائيليون الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي لمناقشة المساعدة الدفاعية والاستخباراتية المحتملة في أعقاب هجمات الحوثيين الأخيرة التي استهدفت الدولة الخليجية، حسبما أخبرني مسؤولان إسرائيليان.
و هزت الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة غير المسبوقة التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن، الإمارات ودفعتها للبحث عن طرق لتعزيز دفاعاتها ضد الضربات المستقبلية.
و تتمتع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة بعلاقة دفاعية واستخباراتية عبر قناة خلفية لأكثر من عقدين من الزمن، التي لم تصبح علنية إلا بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم عام 2020.
وشن الحوثيون ثلاث هجمات على الأقل في الآونة الأخيرة استهدفت الإمارات عضو في التحالف بقيادة السعودية الذي يشن حملة جوية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن منذ عام 2015.
وأسفر الهجوم الأول للحوثيين عن مقتل ثلاثة أشخاص في أبوظبي وإصابة ستة آخرين. في حين اعترضت الثاني الدفاعات الجوية الأمريكية والإماراتية.
اما الثالث جاء يوم الأحد، بعد ساعات فقط من وصول الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أبوظبي في أول زيارة رسمية له إلى الإمارات العربية المتحدة. واعترضت الدفاعات الجوية الإماراتية والأمريكية الصاروخ، وواصل هرتسوغ زيارته كما هو مخطط لها.
وهدد متحدث عسكري حوثي هذا الأسبوع بمواصلة الهجمات على الدولة الخليجية وربطها بالعلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
بعد الهجوم الأول أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في رسالة أن إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة الاستخباراتية والدفاعية.
في أبو ظبي التقى مسؤولون إسرائيليون الأسبوع الماضي بمسؤولين عسكريين إماراتيين، قالوا إن الدولة الخليجية بحاجة إلى المساعدة في مجال دفاعها الصاروخي وتكنولوجيا مضادة للطائرات دون طيار، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
و أخبرني المسؤولون أن أحد المجالات الهامة التي تمت مناقشتها هو الكشف والإنذار المبكر، بينما امتنع مسؤولون إماراتيون عن التعليق.
وكتب السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة والسفيرة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة في مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين أن إدارة بايدن والقوى العالمية الأخرى يجب أن تفرض عقوبات على الحوثيين للضغط عليهم للموافقة على وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك تحدث وزير الدفاع لويد أوستن مع محمد بن زايد أمس وأكد أن واشنطن ستواصل تقديم معلومات استخباراتية للإنذار المبكر والتعاون في مجال الدفاع الجوي حسب البنتاغون.
أخبر أوستن محمد بن زايد، أن الولايات المتحدة سترسل مدمرة الصواريخ الموجهة البحرية USS Cole إلى الإمارات العربية المتحدة وستنشر طائرات مقاتلة من طراز F-18 و F-22 في الإمارات العربية المتحدة.
و من المتوقع أن تناقش وزارة الدفاع الإسرائيلية وأجهزة الأمن القومي الطلبات الإماراتية في الأيام المقبلة كما أخبرني المسؤولون الإسرائيليون.
يقول المسؤولون إنهم يريدون مساعدة الإمارات قدر المستطاع مع عدم تعريض التكنولوجيا الحساسة التي لا تريد إسرائيل مشاركتها للخطر.
"سنكون سعداء لمساعدة من هو صديقنا بقدر ما نستطيع وإذا أراد الإماراتيون سنكون سعداء للتعاون". قال وزير الدفاع الاسرائيلي بيني جانتس يوم الاثنين ان هذا قرارهم.
أخبرني وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن على إسرائيل تصنيف الحوثيين رسميًا كمنظمة إرهابية.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن الجنرال فرانك ماكنزي القائد المنتهية ولايته للقيادة المركزية الأمريكية من المتوقع أن يزور الإمارات الأسبوع المقبل لمزيد من المناقشات حول تعزيز التعاون الدفاعي.
*صحفي اسرائيلي ومؤلف كتاب: من تل أبيب