لا تزال الولايات المتحدة "ملتزمة تمامًا" بالبيع المقترح لطائرات F-35 المقاتلة الشبح المتقدمة إلى الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من إبطاء إدارة بايدن للصفقة حسبما قال اليوم الثلاثاء مسؤول أمريكي كبير يشرف على صادرات الأسلحة.
وقالت ميرا ريسنيك نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة بايدن، لوكالة أسوشيتيد برس في معرض دبي للطيران إن شركاء الخليج العرب لا يتطلعون إلى شراء أسلحة من روسيا كوسيلة للتحوط من المخاوف الأمريكية بشأن حقوق الإنسان في المنطقة.
والتقى وفد روسي رفيع المستوى يوم الثلاثاء مع ولي عهد أبو ظبي القوي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش المعرض الجوي الذي ظهرت فيه بشكل بارز الطائرة الروسية المنافسة، Sukhoi Su-75 Checkmate.
وقالت ريسنيك: "إن F-35 موجودة بالفعل في هذه المنطقة سواء كانت طائرات إسرائيلية، او أمريكية". "نود أن تكون الإمارات العربية المتحدة قادرة على تشغيل طائرة F-35 بطريقة تجعلهم شركاءنا في الأمن وردع التهديدات بما في ذلك من إيران".
جاء البيع المقترح لـ 50 طائرة من طراز F-35 في نهاية إدارة الرئيس دونالد ترامب، وانبثقت من الصفقة التي شهدت اعتراف الإمارات بإسرائيل. وشملت الصفقة البالغة 23 مليار دولار أيضًا طائرات مسلحة بدون طيار ومعدات دفاعية أخرى كانت تسعى إليها الإمارات وهي اتحاد محكوم وراثيًا من سبع مشيخات بما فيها دبي.
وبعد أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه علقت إدارته الجديدة بيع الأسلحة وغيرها. جاء ذلك جزئيًا بسبب انتقادات للإمارات والسعودية بسبب حربهما المستمرة منذ سنوات في اليمن التي تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
إسرائيل هي الوحيدة التي تسير طائرات F-35 في المنطقة وهو جزء مما يسمى بـ "التفوق النوعي" الذي منحته أمريكا بعد أن خاضت إسرائيل عدة حروب ضد جيرانها العرب منذ تأسيسها.
قالت ريسنيك إنها لم تسمع أي مخاوف من إسرائيل أو حلفاء آخرين بشأن بيع طائرات F-35 للإمارات.
وقالت: "نحن ملتزمون تمامًا بنقل الطائرة F-35 وهو ما يغير قواعد اللعبة بالنسبة للإماراتيين". "نحن نعمل معهم أثناء حديثنا للتأكد من وجود التوضيحات المختلفة التي تم تقديمها للإدارة السابقة".
رفضت ريسنيك وصف التوضيحات التي سعت إليها أمريكا ولا الردود التي قدمها الإماراتيون. وبالمثل، لم تناقش الإمارات العربية المتحدة شروط البيع.
أثرت مخاوف حقوق الإنسان أيضًا على مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية المجاورة تحت إدارة بايدن.
تعهد بايدن نفسه خلال حملته بجعل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "منبوذاً" بعد أن قالت وكالات المخابرات الأمريكية إنها تعتقد أنه أمر بقتل وتقطيع أوصال كاتب العمود في واشنطن بوست جمال خاشقجي في 2018 .
لقد عملنا مع المملكة العربية السعودية للتأكد من أنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم. قالت ريسنيك: "نحن نعلم أن هناك تعقيدات في ... هذه العلاقة وفي العلاقات حول العالم". "لكننا نواصل إعادة الاستثمار والتأكد من أنهم يستطيعون الاستثمار في الدفاع عن أنفسهم.".
ولدى سؤالها عن الهجمات ضد المدنيين في اليمن التي استخدمت فيها اسلحة اميركية قالت ريسنيك إن الولايات المتحدة تريد التأكد من ذلك "بطرق تعزز الأمن القومي للولايات المتحدة". قالت إن الولايات المتحدة تواصل العمل مع شركائها في محاولة منع قتل المدنيين.
عندما يدخل الزوار معرض دبي الجوي فإنهم يرون أولاً شركة الدفاع الإماراتية المحلية EDGE وهي تعرض مجموعة واسعة من الذخائر الخاصة بها. سعت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة إلى تحسين صناعات الأسلحة الخاصة بهما جزئيًا لتجنب رؤية إمدادات الأسلحة الخاصة بهما مقطوعة بسبب المخاوف الغربية.
وبالمثل سعت روسيا إلى ترك انطباع في المعرض، حيث قامت بقيادة طائرة هليكوبتر هجومية جديدة وعرضت الطائرة المقاتلة Checkmate في عرض تقديمي بأسلوب فيديو موسيقي للصحفيين على مدرج المطار. لكن ريسنيك رفضت هذه المقارنات، قائلة: "لم نر أي منافس استراتيجي قادرًا على القيام بهذا النوع من الدور الذي نلعبه هنا في المنطقة".
