تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي لبلاده الإثنين باستثمار أكثر من مليار دولار في مبادرات بيئية جديدة لمكافحة تغير المناخ، فيما تسعى المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى تعزيز دورها البيئي عالميا.
ويأتي ذلك بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان السبت اعتزام بلاده الوصول للحياد الكربوني بحلول العام 2060 خلال مبادرة "السعودية الخضراء"، قبل أيام من انطلاق المؤتمر الدولي للمناخ "كوب 26" في غلاسكو.
وأعلن بن سلمان في افتتاح مؤتمر "الشرق الأوسط الأخضر" بالرياض "تأسيس صندوق استثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة ومبادرة عالمية للمساهمة بتقديم حلول للوقود النظيف بإجمالي استثمارات 39 مليار ريال (10,4 مليار دولار)"، تدفع المملكة "قرابة 15 بالمئة منها"، أي نحو 1,56 مليار دولار.
وقال ولي العهد السعودي "إنّنا اليوم ندشن حقبة خضراء جديدة للمنطقة نقودها ونقطف ثمارنا سويا إيمانا منا بأن آثار التغير المناخي لا تقتصر على البيئة بل على الاقتصاد والأمن".
وأضاف "نعي أن التغير المناخي فرصة اقتصادية للافراد والقطاع الخاص والتي ستحفز مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لخلق وظائف نوعية وتعزيز الابتكار في المنطقة".
وشارك أمير قطر وولي عهد كل من الأردن والبحرين والكويت ورئيس وزراء باكستان بالإضافة للموفد الأميركي للمناخ جون كيري في المؤتمر.
والسبت، أعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة للطاقة اعتزامها الوصول للحياد الكربوني بحلول العام 2050.
وفي آذار/مارس الفائت، أطلقت السعودية حزمة مبادرات واسعة لمواجهة تغير المناخ وتقليل انبعاثات الكربون، بما في ذلك خطة لزراعة نحو 10 مليارات من الأشجار في العقود المقبلة.
وأعلن ولي العهد السبت بدء المرحلة الأولى من مبادرة التشجير بزراعة أكثر من "450 مليون شجرة" في أرجاء البلد الصحراوي.
تعد المملكة أكبر مصدّر للنفط في العالم منذ عقود، وهي تعتمد حاليًا على النفط والغاز الطبيعي لتلبية طلبها المتزايد بسرعة على الطاقة وتحلية مياهها التي تستهلك كميات هائلة من النفط.
وقال خبراء إنّ تعهد السعودية بتحقيق الحياد الكربوني يجب أن يسير يدا بيد مع خطة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بدل زيادة الاستثمار فيه، خصوصا مع إعلان أرامكو عزمها زيادة طاقتها الإنتاجية اليومية من 12 مليون برميل يوميًا إلى 13 مليوناً بحلول عام 2027.