تستعد إدارة الرئيس دونالد ترامب لاستلام طائرة بوينغ 747-8 فاخرة من العائلة المالكة القطرية، في خطوة قد تُعدّ واحدة من أغلى الهدايا التي تلقتها الولايات المتحدة من حكومة أجنبية. ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت إلى شبكة ABC News، من المتوقع أن تُستخدم الطائرة مؤقتاً كنسخة جديدة من "إير فورس ون" قبل أن تُنقل ملكيتها لاحقاً إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية.
ومن المتوقع الإعلان عن الهدية الأسبوع المقبل، عندما يزور ترامب قطر في أول رحلة خارجية له في فترة ولايته الثانية، وفقًا لمصادر مطلعة على الخطط.
وقام ترامب بجولة على متن الطائرة، التي تُعرف بـ “القصر الطائر”بفضل تصميمها الفاخر للغاية أثناء توقفها في مطار ويست بالم بيتش الدولي في فبراير.
ويعد هذا الترتيب غير مسبوق ومن المؤكد أن يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان من القانوني لإدارة ترامب، وفي نهاية المطاف مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية، قبول مثل هذه الهدية القيمة من قوة أجنبية.
وقالت مصادر لشبكة ABC News إن محامي مكتب مستشار البيت الأبيض ووزارة العدل اعدا تحليلاً لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلص إلى أنه من القانوني لوزارة الدفاع قبول الطائرة كهدية ثم نقلها لاحقًا إلى مكتبة ترامب، وأن ذلك لا ينتهك قوانين الرشوة أو حظر الدستور (بند العطايا) على أي مسؤول حكومي أميركي قبول هدايا “من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.
وأوضحت المصادر أن المدعية العامة بام بوندي وكبير محامي البيت الأبيض ديفيد وورينغتون خلصا إلى أنه “من المسموح قانونياً” أن يكون التبرع بالطائرة مشروطًا بنقل ملكيتها إلى مكتبة ترامب الرئاسية قبل نهاية فترة ولايته، وفقًا للمصادر المطلعة على قرارهم.
وقالت المصادر إن بوندي قدمت مذكرة قانونية موجهة إلى مكتب مستشار البيت الأبيض الأسبوع الماضي بعد أن طلب منها وورينغتون المشورة بشأن قانونية قبول البنتاغون لمثل هذه الهدية.
ولم يرد البيت الأبيض ووزارة العدل على الفور على طلبات التعليق، ولم يرد متحدث باسم السفارة القطرية على استفسارات ABC.
وسيتم في البداية نقل الطائرة إلى سلاح الجو الأميركي، الذي سيقوم بتعديل الطائرة التي تبلغ من العمر 13 عامًا لتتوافق مع المواصفات العسكرية الأميركية المطلوبة لأي طائرة تُستخدم في نقل رئيس الولايات المتحدة، وفقًا لمصادر مطلعة على الترتيب المقترح.
بعد ذلك، سيتم نقل الطائرة إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 2029، وستتكفل القوات الجوية الأميركية بتكاليف نقلها، وفقًا لما ذكرته المصادر.
وبحسب خبراء صناعة الطيران، فإن القيمة التقديرية للطائرة التي سيرثها ترامب تبلغ نحو 400 مليون دولار، وهذا بدون إضافة معدات الاتصالات الأمنية التي ستحتاج القوات الجوية إلى تركيبها لتأمين الطائرة وتجهيزها لنقل القائد العام بأمان.
وكما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال لأول مرة، فقد تم تكليف شركة L3Harris بإعادة تجهيز الطائرة لتلبية متطلبات الطائرة الرئاسية.
وخلص كل من البيت الأبيض ووزارة العدل إلى أنه نظرًا لأن الهدية ليست مشروطة بأي إجراء رسمي، فإنها لا تُعتبر رشوة، وفقًا للمصادر.
وتشير التحليلات القانونية التي قدمتها بوندي أيضًا إلى أن الهدية لا تتعارض مع حظر الدستور على الهدايا الأجنبية، لأن الطائرة لم تُمنح لشخص معين، بل للقوات الجوية الأميركية، وفي النهاية لمؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية، وفقًا لما ذكرته المصادر.
وتشمل الطائرات الرئيسية المستخدمة حاليًا في أسطول “إير فورس ون” طائرتين من طراز بوينغ 747-200 قديمتين تم تشغيلهما منذ عام 1990، وقد واجه العقد المبرم مع بوينغ لاستبدال تلك الطائرات تأخيرات وارتفاع في التكاليف.
ووُقع العقد الأصلي في عام 2018، لكن اعتبارًا من العام الماضي، توقعت بوينغ أن الطائرة لن تكون جاهزة حتى عام 2029، بعد مغادرة ترامب منصبه.
وأعرب الرئيس عن استيائه الشديد من التأخيرات، وكلف إيلون ماسك بالتعاون مع بوينغ وسلاح الجو لتسريع العملية، وقد حققت تلك الجهود نجاحًا متواضعًا، حيث حددت بوينغ موعد التسليم الجديد في عام 2027، لكن ترامب أوضح أنه يريد طائرة جديدة هذا العام.