الرياض: مباحثات جديدة بين ممثلي كييف وواشنطن قبل لقاء روسي أميركي مرتقب
يمن فيوتشر - فرانس برس: الثلاثاء, 25 مارس, 2025 - 07:50 مساءً
الرياض: مباحثات جديدة بين ممثلي كييف وواشنطن قبل لقاء روسي أميركي مرتقب

اختتمت الثلاثاء في المملكة العربية السعودية جولة مباحثات جديدة بين مندوبين أوكرانيين وأميركيين غداة لقاء أميركي روسي لم يفضِ إلى الإعلان عن هدنة محدودة يسعى إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

وفي حين تتهمها كييف بالمماطلة للاستفادة من تقدم قواتها على الجبهة، وصفت روسيا الحوار بأنه ” مفيد” رغم أنه “ليس سهلا”، ودعت الثلاثاء إلى صيغة أوسع للمناقشات، تشمل إشراك الأمم المتحدة ودول أخرى. وذكرت وكالة “ريا نوفوستي” الرسمية أن الوفد الروسي غادر السعودية. 

وقال الكرملين إنه ما زال بصدد تحليل نتائج اجتماع الاثنين، لكنه أكد أنه لن يبادر إلى نشرها، مع مطالبة موسكو مجددا بإحياء اتفاق البحر الأسود وتخفيف القيود على صادراتها الزراعية التي تعبره.
وعقد صباح الثلاثاء في الرياض اجتماع جديد بين الفريقين الأوكراني والأميركي، وفي نهايته، قال مصدر في الوفد الأوكراني لمجموعة صغيرة من وسائل الإعلام بينها وكالة فرانس برس، “سيتم الإعلان عن كافة التفاصيل في وقت لاحق”. 
منذ انطلاق هذه المحادثات التي تتولى واشنطن تيسيرها الأحد، لم تؤد الاتصالات المكوكية الأميركية بين الطرفين إلى إعلان هدنة، وإن جزئية، أو توافق على وقف موقت أو جزئي للضربات الجوية. 
أعلنت وكالات أنباء روسية مساء الاثنين عن بيان مشترك أميركي روسي بشأن نتائج المباحثات، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد الثلاثاء أن مضمونها لن يُنشر “قطعا”. وأضاف أنه في حين ستستمر “الاتصالات” مع الأميركيين، لم يتم الاتفاق على موعد محدد للقاء جديد. 
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط على كييف وحصل على موافقتها مبدئيا على وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما، خلال اجتماع سابق في جدة. 
لكن فلاديمير بوتين، وإن كان حريصا على عدم إغضاب نظيره الأميركي، فقد قدم الكثير من المطالب وقال إنه يريد أن تقتصر الهدنة على الضربات الموجهة إلى منشآت الطاقة. 
واستغرقت مباحثات الاثنين الروسية والأميركية أكثر من اثنتي عشرة ساعة في فندق فخم في الرياض، غداة جولة أولى من المحادثات بين الأميركيين والأوكرانيين. 
وقال أحد المفاوضين الروس، السناتور غريغوري كاراسين، لوكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” الثلاثاء “تباحثنا في كل شيء، كان حوارا مكثفا وليس سهلا لكنه مفيد لنا وللأميركيين”. 
وقال كاراسين الذي مثل روسيا إلى جانب سيرغي بيسيدا من جهاز الأمن الفدرالي الروسي “ناقشنا العديد من القضايا … بطبيعة الحال لا زلنا بعيدين عن تسوية كل شيء والاتفاق على كل النقاط، لكني أرى أن هذا الحوار يجري في الوقت المناسب”.
ومضى يقول “سنواصل القيام بذلك مع دفع الأسرة الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وبعض الدول” إلى المشاركة مشددا على أنه كون انطباعا بان “الحوار كان بناء وضروريا ولا غنى عنه”.
يؤكد ترامب أنه يسعى إلى إنهاء الحرب ولكن تقاربه مع فلاديمير بوتين أعاد خلط أوراق النزاع الذي اندلع بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

•البحر الأسود
وأبدى ترامب، الذي ردد طروحات روسيا بشأن أوكرانيا التي يمارس عليها ضغوطا كبيرة، تساهلا حتى الآن مع روسيا، على الرغم من أنه أثار إمكان فرض عقوبات جديدة عليها في الأسابيع الأخيرة. 
وركزت محادثات الثلاثاء بين الروس والأميركيين خصوصا على وقف إطلاق النار في البحر الأسود، من أجل السماح بالعودة إلى اتفاق الحبوب.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء واشنطن إلى الضغط على كييف لإحياء اتفاق البحر الاسود، مؤكدا أن موسكو تطالب بتخفيف القيود على الصادرات الزراعية الروسية.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله “ندعم.. إعادة إطلاق مبادرة البحر الأسود بشكل ما،  يكون مقبولا أكثر بالنسبة للجميع”. وأضاف أن روسيا لا تريد أن “تحاول أي جهة إخراجنا” من سوق الحبوب والأسمدة. وقال إن موسكو ترى أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا “بموجب أمر من واشنطن لزيلينسكي وفريقه”.
وسمح اتفاق البحر الأسود لأوكرانيا بين تموز/يوليو 2022 وتموز/يوليو 2023، بتصدير منتجاتها من الحبوب التي يعتمد عليها العديد من دول العالم، على الرغم من وجود الأسطول الروسي في المنطقة. 
وانتهى الاتفاق عندما انسحبت منه روسيا متهمة الغرب بعدم احترام التزاماته بتخفيف العقوبات على الصادرات الروسية. 
وأنشأت أوكرانيا ممرا بحريا لتصدير منتجاتها بأمان منذ عام 2023، لكن الهجمات الروسية لم تتوقف على ميناء أوديسا وعلى سفنها.
ولا يبدو أن بوتين الذي يتقدم جيشه على الأرض رغم خسائره الفادحة، في عجلة من أمره لإبرام اتفاق، خصوصا وأن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على أراض في منطقة كورسك الروسية. 
وفي هذه المرحلة، يقول الكرملين أنه اتفق مع واشنطن فقط على وقف قصف منشآت الطاقة. ولكن الروس والأوكرانيين يتبادلون الاتهامات بمواصلة قصف هذه المنشآت.
ورغم مباحثات السعودية، تستمر الهجمات والمعارك. وأدت ضربات روسيا الاثنين إلى إصابة 101 شخص بجروح، بينهم 23 طفلا، في مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا، وفقا لسلطات المدينة.
كذلك، قُتل مراسل ومصور وسائق يعملون لدى وسائل إعلام روسية في شرق أوكرانيا.


التعليقات