الرياض: السعودية تفضّل السلام المحتمل مع الحوثيين على الانضمام إلى قوة لحماية الملاحة الدولية
يمن فيوتشر - The Cradle-ترجمة ناهد عبدالعليم: الثلاثاء, 26 ديسمبر, 2023 - 06:09 مساءً
الرياض: السعودية تفضّل السلام المحتمل مع الحوثيين على الانضمام إلى قوة لحماية الملاحة الدولية

كشف مسؤولون سعوديون وأمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز أن المملكة العربية السعودية "غير مهتمة" بالانخراط في حرب مع اليمن لحماية المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، كانت واشنطن تسعى و تتطلع لجعل المملكة العربية السعودية تشارك في ما يُعرف بـ "عملية حارس الازدهار". حيث يدعي هذا التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة أنه يدافع عن السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل من الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
ويشمل ذلك الضغط على الرياض للابتعاد عن اتفاق سلامٍ مُحتمل مع الحوثيين، من خلال تقديم عروض لتدريب الجيش السعودي ووعود برفع حظر توريد الأسلحة الهجومية الذي فرضه البيت الأبيض.
ومع ذلك، و وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن المملكة "تفضل متابعة هذه التطورات الأخيرة عن بُعد، حيث يعد تحقيق السلام على حدودها الجنوبية هدفاً أكثر جاذبية من الانضمام إلى جهود لوقف الهجمات التي يقول الحوثيون إنها تستهدف إسرائيل".
فبعد تسع سنوات من الحرب التي شهدت تدمير اليمن، أصبحت الرياض تتبنى استراتيجية جديدة "تتجه بعيداً عن العمل العسكري المباشر، نحو تعزيز العلاقات مع الفصائل اليمنية".
ويُشير هذل النهج إلى "أن صنعاء فازت بفعالية" بعد تسع سنوات من الحرب.
"تصعيد الوضع ليس في مصلحة أحد"، بهذه الكلمات أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير (فيصل بن فرحان) في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق لهذا الشهر. وأضاف قائلاً: "نحن ملتزمون بإنهاء الحرب في اليمن، ونحن ملتزمون بوقف دائم لإطلاق النار لفتح الباب أمام عملية سياسية".
و تم نشر تقرير صحيفة نيويورك تايمز في اليوم التالي لبيان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن (هانز غروندبرغ)، الذي أعلن فيه أن "الأطراف المتحاربة" في اليمن اتفقت "على مجموعة من التدابير لتنفيذ وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، وتحسين ظروف العيش في اليمن، والمشاركة في التحضيرات لاستئناف عملية سياسية شاملة"، وستستمر الاجتماعات لوضع "خارطة طريق" للسلام.
ومن المتوقع أن تتضمن خطة وقف إطلاق النار التزامات بإستئناف صادرات النفط من اليمن المحتلة من قبل السعودية والإمارات، ودفع جميع رواتب القطاع العام في المناطق التي يسيطر عليها جماعة الحوثيين، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، و"تخفيف المزيد من القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة".
كما أن جزء كبير من معارضة السعودية للعنف المتجدد في اليمن ينبع من المخاوف بشأن ما يمكن أن تعنيه أزمة فلسطين بالنسبة لرؤية المملكة 2030 الخاصة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خاصةً في ظل مدى تأثر المنطقة الغربية للبحر الأحمر - حيث تقع العديد من مشاريع التنويع الاقتصادي للمملكة مثل مدينة نيوم المستقبلية ووجهات السياحة المختلفة - بانتشار الحرب.
وقد ركّزت الرياض على إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع الخصوم السابقين لتأمين خططها على المدى الطويل.
حيث قامت السعودية في مارس/ آذار بتوقيع اتفاق تاريخي للمصالحة مع إيران تحت رعاية الصين. ومن المتوقع أن تنضم الدولتان الإسلاميتان في غضون أيام لكتلة الدول القوية "بريكس".


التعليقات