دخل الجيش السعودي في حالة تأهبٍ قُصوى بعد اشتباكاتٍ مع جماعة الحوثيين في اليمن، في حين أطلقت الجماعة اليمنية أيضاً صاروخاً فوق المملكة باتجاه إسرائيل، وذلك حسبما ذكرت بلومبرج في 30 أكتوبر.
و قالت مصادر لوكالة بلومبرج إن أربعة جنود سعوديين قُتلوا في المعارك مع المقاتلين الحوثيين في منطقة جازان الجبلية جنوب غرب البلاد على الحدود مع اليمن.
وشددت بلومبرج على أن تجدد الاشتباكات قد يؤدي إلى عرقلة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الصراع الذي مزق اليمن منذ عام 2015.
ويتابع التقرير: "قبل التصعيد، كان الجانبان على وشك التوصل إلى اتفاقٍ على الرُغم من مَقتل أربعةِ جنودٍ بحرينيين يخدمون في التحالف السعودي في هجوم بطائرة بدون طيار (لأنصار الله) الشهر الماضي".
وسعت الجماعة الحوثية إلى إظهار الدعم للفلسطينيين عَقِب اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وفي ذلك اليوم، أطلقت حماس الصواريخ وتسلل مقاتلين من غزة إلى إسرائيل، وهاجمت القواعد العسكرية والمستوطنات وقتلت وأسرت المئات من الإسرائيليين.
وقامت إسرائيل بالرد بحصارٍ كامل على غزة وحملة قصفٍ أسفرت عن مقتل أكثر من 8000 فلسطيني، مُعظمهم من النساء والأطفال، في أقل من ثلاثةِ أسابيع.
و في 19 تشرين الأول/أكتوبر، أسقطت السفينة البحرية يو إس إس كارني أربعة صواريخ وعدة طائرات بدون طيار تم إطلاقها من اليمن الذي يُسيطر عليه أنصار الله. و بحسب ما ورد اعترضت السعودية صاروخاً خامساً. وقال مسؤولون أمريكيون إن الصواريخ والطائرات بدون طيار كانت متجهةً شمالاً، على الأرجح نحو إسرائيل.
و في 27 أكتوبر/تشرين الأول، دمرت طائرة بدون طيار أو صاروخ طائش تابع لأنصار الله مبنى في طابا وسقطت قذيفة أو حطام بالقرب من نويبة، في مصر.
و وفقاً (لمايكل هورتون) من معهد فن الحكم المسؤول -وهو مركز أبحاث للسياسة الخارجية مقره الولايات المتحدة- فإن قادة أنصار الله "معرضون لخطر توريط أنفسهم واليمن في حلقة تصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى إعادة تسريع القتال في اليمن".
حيث أدت الحرب بين أنصار الله والتحالف الذي تقوده السعودية إلى مقتلِ مِئات الآلاف وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم في الذاكرة الحديثة. ومع ذلك، فقد توقف القتال إلى الان بشكلٍ كبير خلال العام الماضي، حيث صمد وقف إطلاق النار المبدئي، وانخرط الجانبان في محادثات سلام أدت إلى العديد من عمليات تبادل الأسرى.
ويشير (هورتون) كذلك إلى أن "الاستفزازات الأخيرة من قِبل الحوثيين لن يكون لها أي تأثير على الحرب بين إسرائيل وحماس، لكنها قد تثير ضربات انتقامية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. ومن المحتمل أن يرد الحوثيون على أي غارات جوية من خلال تصعيد عمليات إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار التي قد تستهدف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. كما نجح الحوثيون في استهداف مواقع في عمق أراضي البلدين، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية للطاقة."
وأضاف هورتون: "لا تزال كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منخرطتين في الحرب في اليمن، وسيضطر كلاهما إلى الرد على الهجمات التي يقودها الحوثيون، وربما بضربات جوية متجددة خاصة بهم".