انقرة: إردوغان يستهل جولته الخليجية من السعودية.. والهدف تخطي الـ22 مليار دولار
يمن فيوتشر - الحرة الإثنين, 17 يوليو, 2023 - 07:41 مساءً
انقرة: إردوغان يستهل جولته الخليجية من السعودية.. والهدف تخطي الـ22 مليار دولار

يستهل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، جولته الخليجية، الاثنين، من مدينة جدة السعودية، حيث يأمل بتعزيز الاستثمار والتمويل الخليجي في وقت تسعى فيه بلاده لتخفيف ضغوط الميزانية والتضخم المزمن وضعف العملة المحلية.
وقالت فرانس برس إن إردوغان، الذي أعيد انتخابه رئيسا لولاية ثالثة بعد دورة انتخابية ثانية في مايو، سيعمل على ضمان تأمين تدفق مالي لإنعاش اقتصاد بلاده الذي يعاني تضخما كبيرا وانهيارا في سعر صرف العملة الوطنية، خلال الجولة التي ستشمل قطر والإمارات. 
ومن المقرر أن يلتقي إردوغان العاهل السعودي الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، في قصر السلام في جدة على ساحل البحر الأحمر.
وقبل مغادرته إسطنبول، قال إردوغان: "خلال زياراتنا سيكون جدول أعمالنا الأساسي هو الاستثمار المشترك والأنشطة التجارية مع هذه الدول خلال الفترة المقبلة"، مشيرا إلى أن "هذه الزيارة تحمل موضوين رئيسيين، الاستثمارات والبعد المالي. نعلق آمالا كبيرة بالنسبة لكليهما".

تحريك الـ22 مليار إلى أبعد من ذلك بكثير
وأشار الرئيس التركي إلى أن التبادل التجاري مع دول الخليج زاد من 1.6 مليار دولار إلى قرابة 22 مليار دولار في السنوات العشرين الماضية. وأضاف "مع تنظيم منتديات الأعمال، سنبحث عن وسائل لتحريك هذا الرقم إلى أبعد من ذلك بكثير".
ونقلت رويترز عن اثنين من كبار المسؤولين الأتراك قولهما، في وقت سابق، إن تركيا تتوقع أن تضخ دول الخليج استثمارات مباشرة تقدر بنحو 10 مليارات دولار مبدئيا في أصول محلية نتيجة لجولة إردوغان في المنطقة.
ومنذ عام 2021، حين أطلقت أنقرة جهدا دبلوماسيا لإصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات، ساعدت الاستثمارات والتمويل من دول الخليج في تخفيف الضغط عن كاهل الاقتصاد التركي واحتياطي العملة الصعبة.

المخاوف الأمنية 
وهذه الزيارة الثانية لإردوغان للسعودية منذ المصالحة بين البلدين، في أبريل 2022، إثر قضية مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، في إسطنبول عام 2018، والتي أحدثت شرخا في العلاقات بين القوتين الاقليميتين. وزار ولي العهد أنقرة في يونيو 2022.
ولم يُعلن عن أي مؤتمر صحافي. لكن يتوقع توقيع اتفاقات عدة خلال الزيارة، وفق مسؤول سعودي كبير تحدث لوكالة فرانس برس.
وكان التضخم في تركيا تراجع في مايو إلى ما دون 40 في المئة للمرة الأولى منذ ديسمبر، لكن يتوقع محللون أن يرتفع أكثر في يوليو متأثرا بتراجع سعر صرف الليرة التركية التي فقدت 23 في المئة من قيمتها في مقابل الدولار منذ نهاية مايو.
ولنحو عقد، طبع التوتر علاقات تركيا، التي تحتضن قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، مع السعودية والإمارات اللتين تصنّفان الجماعة على أنها "تنظيم إرهابي". وكانت تركيا والبلدان الخليجيان على طرفي نقيض في عدد من النزاعات الإقليمية في سوريا وليبيا.
وساهمت المقاطعة على قطر، حليفة تركيا، لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم قضية خاشقجي في السنة التالية في توتر العلاقات بين أنقرة والرياض.
وقالت الباحثة في العلاقات التركية الخليجية في جامعة قطر، سينيم جنكيز: "لا يُعد الاستقرار الاقتصادي والفرص التجارية القوة الدافعة الوحيدة وراء الزيارة".
وتابعت في حديث لفرانس برس أن "المخاوف الأمنية الإقليمية ومناخ التطبيع الدبلوماسي يدفعان أنقرة إلى إقامة علاقات أعمق مع دول الخليج في الفترة المقبلة".

تصفير المشاكل
وتأتي الزيارة بعد أشهر من انفراجات دبلوماسية شهدها الشرق الأوسط إثر اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في العاشر من مارس، وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران. أعلنت الرياض استئناف العلاقات مع سوريا، حليفة طهران، قبل أن تستضيف الرئيس السورين بشار الأسد، في القمة العربية قبل شهرين.
وأفاد دبلوماسي عربي في الرياض، فضّل عدم ذكر اسمه، بأن زيارة إردوغان للمنطقة تأتي استكمالا للنهج الجديد في تبني سياسة "تصفير المشاكل" في المنطقة. وتابع، في تصريحات لفارنس برس: "كل من الرياض وأنقرة يتبع حاليا نهج تصفير المشاكل والتركيز على الجانب الاقتصادي الداخلي".
وأضاف: "تركيا تريد جذب استثمارات أجنبية وخليجية خصوصا لانعاش اقتصادها المتداعي والرياض تواصل إنهاء الخروج من النزاعات الإقليمية".
وخلال الأشهر الأخيرة، كثفت الرياض من مساعيها للسلام في اليمن حيث تقود منذ سنوات تحالفا عسكريا ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال مراقبون إن السعودية تريد التركيز على مشروعها الاقتصادي "رؤية 2030" الذي أطلقه ولي العهد، ويعول على استثمار مليارات الدولارات في تطوير البنى التحتية والاقتصاد المعتمد على النفط.


التعليقات