سجّلت اتصالات التسويق الهاتفي الآلية المزعجة تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، لتحلّ محلّها النصوص الآلية وتتحوّل إلى العدوّ رقم واحد في فئة الاحتيال الهاتفي، لا سيّما أنّها صعبة التعقّب إلى درجة تعوق معرفة عدد الهواتف الجوالة المنخرطة في إرسالها ومن يرسلها.
* رسائل نصية احتيالية
ونقلت إميلي بارنز في موقع «يو إس إي توداي» عن دايمون ماكوي، الأستاذ المساعد في علوم الكومبيوتر بجامعة نيويورك، قوله إن «الأمور اليوم تتجه على ما يبدو نحو ازدياد الرسائل النصية. وبينما تضمّ معظم الهواتف الحديثة ميزة تكبح المكالمات الآتية من أرقام مجهولة، فان الرسائل تبدو أكثر إلحاحاً».
* لماذا تراجعت موجة الاتصالات الآلية؟ كشفت قاعدة بيانات «ذا ناشيونال دو نات كول ريجستري» الأميركية أنّ شهر يونيو (حزيران) 2023، شهد 56 ألف اتصالٍ آليّ أقلّ، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وهنا يؤكد راجندران مورثي، الأستاذ المساعد في كليّة «سوندرز كولدج» لإدارة الأعمال في «معهد روتشستر للتقنية»، أنّ «عمليات الاحتيال عبر الهاتف لن تنتهي، بل إنها تتغيّر ليس إلّا».
* لماذا يصعب التنظيم القانوني للرسائل الآلية؟ الخلاصة هي أنّ هذه الرسائل صعبة التعقّب والتنظيم. ويرى مورثي أنّ المستهلكين يبدون حذراً أكبر عند تلقّي اتصالات لمكالمات من أرقامٍ غريبة، ولكنّ الأمر مختلف مع الرسائل؛ إذ يمكن إرسال ملايين النصوص في الوقت نفسه الذي يتطلّبه إجراء اتصال واحد. لذا سيكون من الصعب على أية جهة الاحتفاظ ببيانات لنصوص على هذا القدر من الغزارة.
ويضيف مورثي أنّ وسائل الحماية الفيدرالية والمحلية الأميركية الحالية، مثل «قانون حماية مستهلك الهاتف» وقاعدة بيانات «ذا ناشيونال دو نات كول ريجستري»، ليست مصمّمة لمتابعة هذه الرسائل، ولا تقوم بعملٍ مرضٍ في تعقّب المحتالين الدوليين.
وتزيد هذه المشكلة أيضاً من صعوبة مسألة إنفاذ القانون في ما يتعلّق ببعض الاتصالات الآلية؛ إذ يجب أن يبيع المحتالون أيّ شيء للمستهلكين فعلاً، لتُشمل هذه الاتصالات بقوانين التسويق الهاتفي.
من جهته، يرى ماكوي أنّ «الشيء الوحيد الذي قد يوقف هذه المشكلة هو فقدانها الربحية».
* مكافحة الاحتيال ووسائل الحماية
كيف يمكن محاربة الاتصالات والرسائل الآلية؟ لفت ماكوي إلى أنّ المحتالين يحاولون عادةً توليد حالة من الذعر، لذا من الأفضل أن يحافظ المستهلك على هدوئه واتزانه.
ويوصي مورثي بعدم التفوّه بأيّ شيء عند الاشتباه في اتصالٍ آلي؛ لأن الردّ على المكالمة سيُعلم المتّصل بأنّك تملك هذا الرقم. ومن هنا، يصبح بإمكانه بيع الرقم وإعادة تسويقه في المستقبل.
علاوةً على ذلك، تساعد تطبيقات مثل «روبوكيلر (Robokiller)» و«ترو كولر (TrueCaller)» أو حتّى شركات الاتصالات، في تصنيف الاتصالات الواردة على أنّها حيل. تقدّم بعض شركات البطاقات الائتمانية، مثل «ديسكوفر»، خدمة تعثر بموجبها على معلوماتكم في مواقع «البحث عن الناس»؛ حيث تُجمع المعلومات الشخصية، وتُنشر، وتُباع. وتساعدكم أيضاً في حذفها.
* وسائل لمحاربة المحتالين:
- حجب الاتصالات غير المرغوبة.
- عدم الردّ على رسائل من أرقام مجهولة.
- إقفال الخطّ في وجه المحتالين.
- عدم مشاركة معلومات حسّاسة أو مالية في نص.
- الحذر من نصوص سيئة التهجئة أو نصوص صادرة عن عنوان بريدٍ إلكتروني.
- التفكير جيداً قبل النقر على أيّ روابط في رسائل نصية.