"لنفعل هذا، أهلاً بكم في ثريدز" بهذه العبارة أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" انطلاق تطبيق ثريدز Threads الذي يعتمد على قاعدة مستخدمي إنستجرام التي تضمّ أكثر من 2.35 مليار مستخدم نشط شهرياً حول العالم.
هذه المنصة تشبه لحد كبير منصة تويتر وتتيح للمستخدمين نشر نصوص مكتوبة قصيرة مع صور وفيديو. وقد أشار آدم موسيري، رئيس انستجرام في مقابلة إلى أنّ التغييرات التي طرأت على تويتر تحت إدارة إيلون ماسك هي فرصة للتحدي ولم تأتِ "فقط بسبب التملك، بل بسبب التغييرات والقرارات التي اتخذها السيد ماسك وآخرون بشأن كيفية عمل المنصة"، مضيفاً أنه "بالنظر إلى كل ما يحدث، اعتقدنا أنّ هناك فرصة لبناء شيء مفتوح ومفيد للمجتمع الذي يستخدم انستجرام بالفعل".
يتيح تطبيق "ثريدز" للمستخدمين نشر مشاركات مكتوبة ويصل عدد الحروف في المشاركة الواحدة لـ500 حرف وتضمين روابط وصور ومقاطع فيديو تصل مدتها إلى 5 دقائق. ويمكن مشاركة ما يصل إلى عشر صور مع المنشور الواحد، مع العلم أنه في تويتر يمكنك نشر 4 صور فقط مع كل منشور.
ويتيح "ثريدز" لمستخدميه متابعة الحسابات التي تلائم اهتماماتهم والإعجاب بالمنشورات المختلفة المنشورة فيها وإعادة نشرها في حساباتهم والاقتباس أيضاً. وعلى عكس انستجرام، فإنّ خاصية النسخ متاحة في ثريدز، حيث يمكنك تحديد النص ونسخه بسهولة، ويمكن نشر الصور وحفظها ومن خلال الخيارات بإمكانك اختيار من بإمكانه التعليق على البوست المنشور.
وما أن أعلن زوكربيرج عن انطلاق هذه المنصة حتى أنشأنا حساباً لمنصتنا tinyhand المتخصصة بقضايا الأطفال في مناطق الحروب والصراعات، وبدأ الجمهور الذي يتابعنا على صفحتنا انستجرام بمتابعتنا على ثريدز، لكن عدد المتابعين عبر ثريدز لم يصل إلى عدد متابعينا على انستجرام الذي يقارب 12 ألف مشتركاً، ما يعني أنه يجب وضع خطة من أجل بناء الجمهور من جديد على هذه المنصة، لأنه لا يوجد ما يضمن قيام جميع متابعي انستجرام الاشتراك في هذا التطبيق الجديد.
ولفتتني إمكانية مشاركة بوست منشور في تطبيق "ثريدز" مباشرة عبر حسابي في انستجرام ليظهر في خاصية القصص "الـ stories"، ويمكن استخدام هذه الطريقة كوسيلة للترويج للمحتوى المنشور على حسابك في "ثريدز" لجمهورك على انستجرام وبالتالي خلق تفاعل أكبر مع البوست المنشور في ثريدز.
مع العلم أنه لا يمكن حالياً الترويج للمحتوى المنشور، لكن من غير المتوقع أن يستمر الوضع على هذا النحو، حيث تفيد شركة ميتا التي تحقق الغالبية العظمى من أرباحها عبر الإعلانات، أنها قد تفتح الباب أمام لإعلانات في المستقبل.
معلومة: إن كنت قد أنشأت حسابًا في ثريدز وقررت حذفه، لن تستطيع القيام بذلك بدون حذف حساب انستجرام الحالي الذي أنشأت عن طريقه حساب ثريدز، الأمر الذي جعل بعض المستخدمين يشعرون بالاستياء حيال ذلك.
كيفية التحميل والاستخدام:
تطبيق ثريدز Threads متاح للتنزيل على كل من متجر Apple ومتجر Android Play، مع العلم أنك بداية بحاجة لأن يكون لديك حساب انستجرام لتفعيل حساب ثريدز.
- يمكن للمستخدمين استخدام بيانات انستجرام الخاصة بهم، بما في ذلك النص الشخصي وصورة الملف الشخصي، لتسجيل الدخول.
- بمجرد تسجيل المستخدم الدخول، سيكون أمامه خيار متابعة نفس الحسابات التي يتابعونها على انستجرام.
النشر على هذه المنصة سهل للغاية، ولكنه يضعنا كصحفيين أمام سؤال عن نوع المحتوى الذي سوف ننشره عبر هذا التطبيق، هل هو مختلف عن المحتوى الذي ننشره عبر انستجرام؟ وكيف سوف نستفيد من خاصية نشر عدد حروف أكبر من تويتر وعدد أكبر من الصور.
الإجابة المؤكدة في الوقت الحالي أنّ هذه المنصة تتيح بديلاً للصحفيين الذين يشعرون بقيود يفرضها تويتر على محتواهم، وخاصة مع إعلان إيلون ماسك عن توجهه إلى وضع قيود على عدد التغريدات التي يمكن قراءتها عبر تويتر.
وكان ماسك قد غرد قائلاً إنّ "أصحاب الحسابات الموثقة سيكونون قادرين على قراءة 6 آلاف تغريدة في اليوم، في حين يقتصر العدد لأصحاب الحسابات غير الموثقة بـ 600 تغريدة يومياً". مع العلم أنّ أصحاب الحسابات الموثقة يدفعون مقابلًا ماديًا (11 دولار شهرياً) مقابل علامة التوثيق التي تتيح لهم نشر بوستات وفيديوهات أطول.
ويتجاوز عدد مستخدمي تويتر 353 مليون مستخدم، ويصل عدد المستخدمين النشطين شهرياً إلى 330 مليون مستخدم.
كيف تعاملت المواقع الإعلامية العالمية مع التطبيق الجديد؟
أنشأت كل من نيويورك تايمز، ونيويوركر حسابين على "ثريدز" ووصل عدد المتابعين عليهما إلى أكثر من نصف مليون متابع. وبدأت واشنطن بوست والجارديان وبلومبرج بنشر بوستات ركزت معظمهما على هذا التطبيق الجديد، ونشر روابط لتقارير أعدتها حول هذا التطبيق.
على سبيل المثال نشرت واشنطن بوست التي وصل عدد المتابعين على حسابها في "ثريدز" لقرابة 300 ألف مشترك تقريراً شارحاً عن هذا التطبيق الجديد "الذي تم استنساخه عن تويتر" بحسب وصفها.
بينما توجهت بلومبرج لمتابعي صفحتها على ثريدز والذي وصل لقرابة 250 ألف مشترك، بسؤالهم عن نوعية المواضيع والقصص التي يرغبون بمتابعتها على هذه المنصة، ومن الإجابات التي لفتتني:
تلك التي لا تجبر فيها الأشخاص على النقر على الرابط ثم الدفع لقراءته.
أحب دوماً أن أسمع عن الشركات الناشئة.
أي شيء لا يتطلب مني النقر على البايو.
هناك عدد من الأسئلة راودتني خلال التعمق والبحث في هذا التطبيق الجديد:
ما هو نوع المحتوى الذي سأنشره على هذه المنصة؟ صور أم فيديو أم نصوص مكتوبة؟
جمهور الانستجرام هو جمهور يتفاعل مع الصور والفيديوهات، هل سيتفاعل مع المحتوى المكتوب أيضاً؟
هل يعتمد نجاح وسيلة إعلامية في هذه المنصة على المستخدمين الموجودين لديها بالفعل؟ أم من خلال تقديمها المحتوى الإبداعي الجديد واستهداف جمهور جديد؟
ربما لا تزال هذه الأسئلة بحاجة لإجابات نصل لها عبر التجارب والمتابعة والدراسة وتقييم تفاعل جمهور هذه المنصة مع ما ننشره عليها، للوصول إلى محتوى جذاب، تماماً كما تطور المحتوى على منصات السوشيال ميديا الأخرى والتي أصبحت مع الوقت تتناسب مع سلوك جمهور اليوم وتصل إليه وتخلق التفاعل والتأثير المطلوبين وهو الهدف الذي يسعى إليه كل صحفي من أي عمل ينجزه وينشره على هذه المنصات.
وربما تكون هذه المنصة فرصة للصحفيين للنظر في محتواهم الذي ينشرونه على منصات أخرى بأسلوب مختلف وتكون فرصة لانتشار موادهم الإعلامية بشكل أكبر مع استثمار تقنيات ومنصة لا تزال جديدة استطاعت بعد ساعات من انطلاقها الحصول على قرابة 30 مليون مشترك، جزء منهم جمهور محتمل لك يمكنك جذبه من خلال تقديم محتوى مختلف يتناسب مع هذا الجمهور وسلوكه.