مع عودة تلوث الهواء في ولايات أميركية بسبب الحرائق التي تنتشر في غابات كندا، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، عن توفير دعم تكنولوجي يمكنه رصد الحرائق التي تشتعل بشكل مبكر، الأمر الذي يمنح السلطات فرصة في إخمادها.
وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، جو بايدن وجه بتوفير هذه التكنولوجيا لكندا في خطوة للحد من خطورة تدهور جودة الهواء الناتج عن الحرائق.
ويعتمد الدعم التكنولوجي على برنامج "فاير غارد"(Fire Guard) الذي أثبت فعاليته في كشف الحرائق وإخمادها، خلال عامي 2021 و2022.
وأشار البيت الأبيض في البيان إلى أن هذا البرنامج يوفر نظام "إنذار مبكر" للحرائق في الغابات خاصة في المناطق النائية، ما يمنح السلطات فرصة للسيطرة عليها قبل انتشارها.
ويعتمد برنامج "فاير غارد" على بيانات من الأقمار الصناعية العسكرية والتي تصل للمركز الوطني المشترك للسيطرة على الحرائق في الولايات المتحدة، وإدارة خدمات الغابات في أميركا، ووكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية، لرصد أي حريق ينشأ في الغابات، والتي تقوم بإبلاغ سلطات الطوارئ بشكل مباشر.
ويستخدم هذا البرنامج خوارزمية تعتمد على البيانات والتي "تكمل عمل المتخصصين بمكافحة الحرائق" بحسب ما قال قائد فريق "فاير غارد" بالحرس الوطني في كاليفورنيا، جان بندر.
ووصف "فاير غارد" بأنه برنامج "يغير قواعد اللعبة" فيما يتعلق بالتعامل مع الحرائق.
وبدأ هذا البرنامج في العمل بشكل تجريبي، في عام 2019، ولكنه دخل الخدمة الفعلية، في عام 2021.
وأشار بندر إلى أن هذا البرنامج يمثل خط التقييم والتوعية الأولى في الكشف عن حرائق الغابات، ويقدم تقييمات وتحذيرات ما إذا كان هذا الحريق قد يصبح كبيرا أم لا، وهو ما يمنح السلطات فرصة للتقييم وتحديد الاحتياجات لمواجهة الحريق.
وأوضح أن البرنامج لديه القدرة على كشف الحرائق في الغابات خلال "بضعة ساعات"، إذ أنه يعتمد على بيانات يتم تحديثها بشكل دائم على مدار الساعة.
ويدعم عمل هذا البرنامج فريقان من القوات الجوية وقوات الحرس الوطني لتحليل المعلومات، أحدهما في كاليفورنيا والآخر في كولورادو، حيث يتم الاعتماد على خوارزمية أخرى أيضا تعرف باسم "فاير فلاي" والتي ترتبط بأجهزة استشعار متعددة، وصور من الأقمار الصناعية وطائرات مسيرة عن بعد.
وهذه المعلومات والبيانات جميعها تمكن "فاير غارد" من إنتاج "خرائط علوية" ترصد المناطق المتأثرة بالحرائق، والتي يتم تحديثها كل 15 دقيقة.
وخلال الحرائق، التي اشتعلت في كاليفورنيا عام 2021، رغم أنها اجتاحت ما مساحته 3 آلاف ميلا، إلا أن "فاير غارد" ساعدت سلطات مكافحة الحرائق للحد منه بتوجيه جهود الإنقاذ للمناطق الأكثر عرضة للانتشار، بحسب ما قال فيليب سيليغ، نائب رئيس مكافحة الحرائق في كاليفورنيا.