مع تأكيد الكاتبة السورية ريم حنا، أنها بصدد كتابة جزء جديد وثالث من مسلسل الفصول الأربعة الذي عرض بجزئه الأول عام 1999، ثم جزئه الثاني عام 2002، سيكون الفضول مفتوحاً أمام متابعي الدراما السورية والعربية، وعشاق هذا العمل بالتحديد، لمعرفة ما ستفضي إليه قصة الجزء الثالث، بعد نحو 25 عاماً من العرض الأوّل للعمل.
شكّل "الفصول الأربعة"، للمخرج الراحل حاتم علي، والكاتبتين دلع الرحبي (زوجة علي) وريم حنا، نقلة نوعية في الدراما الاجتماعية السورية، لجهة حياكة قصة دافئة وسهلة – ممتنعة عن العائلة السورية، وهي عائلة كبيرة (عائلة كريم ونبيلة وبناتهما وأحفادهما وأصهارهما)، ينتمي أفرادها بحكم الصدفة، التي غالباً ما تتكرر في المجتمع السوري، إلى طبقات مختلفة من هذا المجتمع: الفقيرة، الوسطى، الثرية، فتدور بينهم تفاعلات، تعالج مشاكل اجتماعية بحتة، لا سيما علاقة الكبار فيما بينهم، أو الكبار مع الصغار، ومشاكل الشباب وانطلاقتهم في الحياة، بالإضافة إلى تعريج واضح على الصراع الطبقي.
لكن تلك العائلة، التي أحبها السوريون، وطُبعت شخوصها في مخيلة محبي المسلسل كما كانوا عليه قبل 25 عاماً، ستكون بحالة مختلفة، ومختلفة جداً، سيما مع غياب الكثير من أفرادها لسبب أو آخر. فكيف يمكن للكاتبة ريم حنا أن تعوض غياب كل منهم، وكيف يمكن التعامل مع الشخصيات المتبقية، مع تغير ظروفها وأعمارها، كما سنوضح تفصيلاً في هذا التقرير:
عائلة كريم في "الفصول الأربعة"
كريم: الجد، لعب دوره باقتدار الراحل خالد تاجا، الذي توفي عام 2012، تاركاً مكانه فراغاً على رأس العائلة، ولا يعتقد أن قصة الجزء الثالث تستطيع إبقاء الشخصية مع تعويض تاجا بممثل آخر.
نبيلة: لعبت دورها القديرة الراحلة نبيلة النابلسي (توفيت عام 2010)، ومن الصعب تعويض شخصيتها في قصة الجزء الثالث للسبب ذاته المتعلق بشخصية كريم، يضاف إلى أن انطباع صورة الجد والجدة التصق بكل من خالد تاجا ونبيلة النابلسي.
جميلة: عمة العائلة، أخت كريم، لعبت دورها الراحلة هالة شوكت، التي دفعها الاعتداد بجمالها لرفض العرسان ما جعل قطار الزواج يفوتها. وبما أنها كانت تعيش مع كريم ونبيلة في منزل العائلة الذي هو محور قصة "الفصول الأربعة"، فهناك حل أمام الكاتبة بالإبقاء على شخصيتها وتعويض هالة شوكت بممثلة أخرى، ربما.
ناديا: الابنة الصغرى العزباء في العائلة، ولعبت دورها الممثلة يارا صبري. ويمكن للكاتبة أن تتحايل على الأحداث، من خلال جعل ناديا تسير على خطى عمتها والبقاء عازبة، للحفاظ على وجودها في منزل العائلة.
تبقى مشكلة شخصية ناديا، أن الجزء الجديد إذا كان من المقرر تصويره في دمشق، حيث منزل العائلة (محور العمل) فسيكون من الصعب أو المستحيل عودة يارا صبري للعب دورها، بسبب مواقفها المعارضة للنظام السوري.
عائلة نجيب
نجيب: لعب دوره بحرفية الممثل بسام كوسا، ولا يزال كوسا الذي يمثل الشخصية العصامية مثالاً عن الطبقة الوسطى، حاضراً في دمشق وقادراً على لعب شخصيته ذاتها في الجزء القادم.
مَجْدة: زوجة نجيب، وابنة كريم ونبيلة، لعبت دورها الممثلة مها المصري، التي ابتعدت فترة عن الشاشة بعدما فشلت عمليات تجميل أجرتها، لكنها قررت القبول بالواقع والعودة إلى الشاشة، وعلى الأغلب ستعود للعب ذات الشخصية في الجزء القادم من "الفصول الأربعة".
رامي: ابن مَجْدة ونجيب، لعب شخصيته ميلاد يوسف، ويمكن أن تتطور شخصيته في الجزء القادم كثيراً، نظراً لطبيعة الشخصية، مهندس ميكانيك ومهتم بعلوم الكومبيوتر.
سوسو: ابنة مَجْدة ونجيب، والفتاة الحالمة البسيطة التي لعبت دورها ديمة بياعة. وتعتبر بياعة الوحيدة بين طاقم التمثيل التي علقت على إنتاج جزء ثالث من "الفصول الأربعة"، رافضة الفكرة. ورأت أن استحضاره بالشكل الذي انطبع في مخيلة جمهوره صعب لأسباب عدة.
عائلة مالك الجوربار
مالك: الثري الذي يمثل الطبقة الثرية والمترفة، ولعب دوره الممثل سليم صبري، الذي تقدم به العمر، ومن غير المعروف إذا كانت ظروفه الصحية ستساعدهُ على لعب الدور، ولا يعتقد أن تلجأ الكاتبة للإبقاء على الشخصية والاستعانة بممثل آخر، أو أنها لن تجد مشكلة في تغييب رب الأسرة، لكون ثلاثة من عناصر العائلة لا يزالون قادرين على لعب أدوارهم.
فاتن: هي زوجة مالك وابنة كريم ونبيلة، التي أدت شخصيتها الممثلة سلمى المصري، ولا تزال قادرة على التمثيل وتقيم حالياً في العاصمة السورية.
مازن: ابن مالك وفاتن، الشاب المغرور بمركز عائلته وثرائها، وأدى دوره رامي حنا، الذي بات يعرف بأعماله الإخراجية أكثر من كونه ممثلاً، لكن يبقى حنا متوفراً للعب شخصيته في "الفصول الأربعة"، وفقاً لظروفه.
مايا: ابنة مالك وفاتن، التي أدت شخصيتها رباب كنعان، العائدة إلى التمثيل أخيراً بعد غياب طويل.