ثقافة: "بين ثقافتين" يستعرض المشترك بين السعودية واليمن
يمن فيوتشر - اندبندنت عربية الخميس, 14 سبتمبر, 2023 - 12:04 صباحاً
ثقافة:

من قلب الجزيرة العربية كانت النشأة الأولى لتشكل الهوية العربية المتجذرة وأثرها التاريخي الذي أنتج حضارة إنسانية متنوعة جسد اليمن والسعودية عمقه الأصيل الذي ارتبط بنكهة القهوة ومزاج الأغنية التي صدحت في أرجاء الأماكن وانتشرت في آفاق العالم.
وكان لا بد لهذا الأثر الحضاري الذي قُد من جبال البلدين المحتضنين بعضهما أن يرافقه نتاج إنساني ثقافي عززته جسور طويلة من المشتركات الثقافية والإنسانية التي لم تشكل الحدود السياسية حاجزاً أمام عبورها المتبادل.

رمزية البداية
وجاء معرض "بين ثقافتين" الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية خلال الفترة من الثامن وحتى الـ 20 من سبتمبر (أيلول) الجاري تتويجاً لتلك المشتركات الثقافية المتداخلة أو المتشابهة حد التطابق أحياناً بين اليمن والسعودية، وتسليط الضوء على الجوانب الثقافية والفنية والإبداعية المشرقة بينهما التي شكلت عمقاً زاخراً في الثقافة العربية ككل خلال الفترات الماضية والمعاصرة في الفنون والعمارة والتراث الثقافي والإنساني، واكتشاف الجذور الحضارية وما يميزها، كنموذج تغطي أقسامه جوانب واسعة من الثقافة والمعالم المميزة للبلدين الجارين في سياق التباين البصري الإلكتروني، إضافة إلى استشراف التطور الثقافي لتلك المعالم.

المعرفة بأدوات الثقافة
والمعرض الذي دشن في حفل رسمي حضره السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ووزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني وجمع المثقفين والفنانين، جاء حاملاً النسخة الأولى منه في قاعة ميادين بمحافظة الدرعية شمال غربي الرياض، إذ يشكل تتويجاً لمعارض مشتركة مقبلة مماثلة، ولهذا جاءت البداية باليمن منطقية لأسباب عدة ومنها الاقتراب المكاني والوجداني الثقافي المشترك الذي يحتل حيزاً راسخاً في وجدان الشعبين.
ويستخدم المعرض أسلوب الحوار البصري في عرض أوجه التشابه والتمايز بين حضارة ثقافة البلدين في العمارة والأزياء والفنون وغيرها، مزودة بإيضاحات عن تقاطعاتها.
ويقول وكيل وزارة الثقافة اليمني وممثل جانب بلاده في الفعالية عبدالرحمن النهاري، إن "فكرة ومحتوى المعرض مميزة وناجحة واستطاعت أن تبرز أوجه التشابه والتمايز بين البلدين."
ويضيف لـ "اندبندنت عربية" أن "اختيار اليمن في النسخة الأولى من المعرض جاء لكثرة المشتركات الثقافية وتنوعها، إضافة إلى عمق العلاقات الإنسانية بين البلدين، وهو ما حوته أقسام المعرض التي نجحت في إبراز أوجه التشابه".
وعن الخصوصية التي تميز الإرث المشترك بين البلدين فقد أشار إلى أنها "متفردة نتيجة للمعرفة التي جاءت بأدوات الثقافة المشتركة، ومنها اللغة والدين والجغرافيا والتاريخ والامتداد الحضاري، وهي عوامل تنتج المعرفة وتتحول لاحقاً إلى صور حية جسدها المعرض".
ووفق النهاري فإن توقيت المعرض يحمل مدلولات مهمة، "كون سبتمبر يعني ذكرى تاريخ الثورة اليمنية واليوم الوطني في السعودية الذي توج بحضور وإقبال كبير من الجمهور والمهتمين والباحثين".

بين الإرث والثقافة
ويحوي المعرض نماذج إبداعية لفنانين من البلدين، أبرزها قسم "بين جسور الفن" الذي يبرز جماليات الفنون بين الثقافتين وتقاطعاتها المختلفة عبر محاور الشعر والخط العربي والموسيقى، إضافة إلى أعمال فنية تجسد قيم الأصالة والأخوة.
كما يضم قسم "بين الطين والعمارة" الأعمال الفنية للتراث المعماري التقليدي في كلا البلدين عبر التركيز على نواحي البناء والزخارف الجمالية.


التعليقات