[ محمد بن إسماعيل العمراني ]
القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، هو رجل دين إسلامي من كبار علماء اليمن المعاصرين والمجتهدين. مفتي عام الجمهورية اليمنية لأكثر من أربعين عامًا.
-هو أبو عبد الرحمن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني اللقب، الصنعائي المولد والنشأة.
-ولد بصنعاء القديمة في ربيع أول سنة 1340هـ ـ الموافق 1922.
-اشتهر القاضي محمد بن إسماعيل بـ(العمراني) مع أنه ولد ونشأ وتربى وتعلم في صنعاء، وسبب اشتهار لقبه بـ(العمراني)؛ لأن أصل أسرته من مدينه عمران، وأول من انتقل من أسرته إلى صنعاء هو جده القاضي/ علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني، في عهد (1139هـ-1161هـ)، وهذا الجد هو أول من استوطن صنعاء في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية -على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام- وهو أول من قرأ العلم من هذه الأسرة.[1]
وصارت كلمة (العمراني) علماً بالغلبة عليه وعلى ذريته إلى يومنا هذا، وهم لا يعرفون بدون هذه الكلمة باعتبار موطن الأجداد الأقدمين، وإلا فهم في وقتنا الحاضر من أهل صنعاء .
-له خمسة من الأبناء الذكور. وأربع من الإناث.
•أسرته العلمية
أسرة القاضي محمد بن أسماعيل العمراني أسرة عريقة في العلم ضاربة جذورها في الفضل والصلاح والقضاء، وأجداده ساهموا في نشر العلم واجتهدوا في ذلك تعليماً وإرشاداً وتأليفاً. وجده القاضي العلامة محمد بن علي العمراني كان من أبرز تلاميذ شيخ الإسلام القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني، وقد قال عنه الشوكاني في البدر الطالع: "برع في جميع العلوم الاجتهادية، وصار في عداد من يعمل بالدليل ولا يعرج على القيل والقال، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل، وهو القوي الذهن سريع الفهم جيد الإدراك ثاقب النظر، يقل وجود نظيره في هذا العصر مع تواضع وإعراض عن الدنيا"أ. هـ.
•حياته المبكرة
توفي والده وهو في الرابعة من عمره، وكفلته والدته ثم التحق بالمدرسة الابتدائية ودرس القرآن الكريم، وحصل على شهادتين: شهادة من مدرسة الفليحي، وشهادة من مدرسة الإصلاح، ثم ذهب للدراسة في الجامع الكبير، وقرأ هناك المتون كمتن الأزهار، ومتن الكافي في الأصول، وملحة الإعراب، وألفية ابن مالك، وغير ذلك، ثم درس على يد جماعة من علماء اليمن كثيرين كالسيد عبد الكريم بن إبراهيم الأمير، والسيد عبد الخالق الأمير، وقرأ أيضاً على القاضي عبد الله الجرافي، والقاضي عبد الله السرحي، وعلى القاضي أحمد الكحلاني، والقاضي حسن المعزبي، والقاضي يحيى بن محمد الإرياني والد القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي كان رئيساً للجمهورية، والقاضي علي بن عبد الله الآنسي، وجماعة من علماء صنعاء كالقاضي عبد الوهّاب الشماحي أكبر علماء اليمن في المذهب الزيدي، ثم بعد ذلك طلب للتدريس في سن مبكرة في المدرسة العلمية وعمره كان خمسة وعشرين عاماً. وأجازه بالتدريس عدد من العلماء أولهم الشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي مؤلف كتاب الدر الفريد في مجمع الأسانيد والقاضي عبد الله حميد والقاضي عبد الله السرحي والسيد العلامة قاسم بن إبراهيم.
نبذه
يعتبر اليوم العلامة العمراني أشهر علماء اليمن المعاصرين فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية والدينية وكذلك هو مفتي الديار اليمنية، ووصلت شهرته لبلدان عربية كثيرة ويتوافد اليه العلماء ومحبي العلماء من كل بلد لزيارته، ويعتبر مفتي اليمن الأول، وينشط في الافتاء عبر الصحف والإذاعة في السنوات الماضية لنحو ثلاثة عقود من اذاعة صنعاء في برنامج ( فتاوى) والذي لم يعد يذاع منذ بضع سنوات، وكذا مقابلات وبرامج في قنوات تلفزيونية.
واللافت بأن العلامة العمراني لا يميل للسياسة كما عُرف بالإسلام المعتدل في كل مسيرته العلمية والعملية لهذا فقد كسب الطرفين من اصحاب المذهب (المذهب الشافعي ) والذين يعرفون اليوم باسم أهل السنة ومن جهة أخرى كسب من يصنفون بأنهم مذهبيا من اتباع المذهب (الزيدي) المتشدد والذين يصنفون بأنهم الأقرب للشيعة وأفتي فتواه الشهيرة بعدم اعتبارهم خارجين عن الإسلام وشن الحرب عليهم.
-القاضي العمراني في نهجه العلمي يشبه العلامة الشهير القاضي محمد علي الشوكاني أشهر علماء اليمن في نهاية مطلع القرن الثامن عشر في عهد الدولة القاسمية، كما ان العلامة محمد بن علي العمراني جد القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني قد تتلمذ على يد العلامة الإمام محمد على الشوكاني، ولهذا فأن نهج العلامة العمراني يكاد يتطابق ورؤية كلا العلامتين الشوكاني وجد القاضي العمراني، وكل هؤلاء الأعلام عرفوا بالنهج المعتدل رغم انهم من بيئة زيدية، لكنهم يمثلون الزيدية المعتدلة.