بكين: الصين "ستقاتل حتى النهاية" لمنع استقلال تايوان
يمن فيوتشر - ا ف ب: الأحد, 12 يونيو, 2022 - 09:55 مساءً
بكين: الصين

أعلن وزير الدفاع الصيني وي فنغي الأحد أن بلاده "ستقاتل حتى النهاية" لمنع تايوان من إعلان استقلالها، بينما يتصاعد التوتر بين بكين وواشنطن بشأن الجزيرة.

ويبدو هذا الإعلان ردا على تصريحات لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي دان السبت النشاط العسكري الصيني "الاستفزازي والمزعزع للاستقرار" قرب تايوان.

وهذه أحدث تصريحات في إطار الحرب الكلامية المتصاعدة بين القوتين العظميين في ما يتعلق بالجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي والتي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها.

وأدت عمليات التوغل غير المسبوقة لطائرات حربية صينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان إلى زيادة التوتر في الأشهر الأخيرة.

وقال وزير الدفاع وي فنغي في قمة "حوار شانغري-لا" الأمنية في سنغافورة "سنقاتل بأي ثمن وسنقاتل حتى النهاية. هذا هو الخيار الوحيد للصين". وأضاف أن "الذين يسعون إلى استقلال تايوان في محاولة لتقسيم الصين لن يحققوا بالتأكيد أهدافهم".

وتابع وزير الدفاع الصيني "لا ينبغي لأحد أن يقلل من تصميم القوات المسلحة الصينية وقدرتها على حماية وحدة أراضيها".

وحض وي واشنطن على "الكف عن تشويه سمعة الصين واحتوائها (...) والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين والتوقف عن الإضرار بمصالحها".

لكنه اعتمد نبرة أكثر تصالحية في بعض النقاط، داعيا إلى علاقة "مستقرة" بين الصين والولايات المتحدة، يعتبر أنها "حيوية للسلام العالمي".

وفي خطاب أمام قمة "حوار شانغري-لا" الأمنية في سنغافورة، انتقد أوستن "الإكراه" الصيني "المتزايد" لتايوان.

وقال اوستن أمام المنتدى الذي حضره وزراء دفاع من آسيا والعالم "شهدنا ازديادا مطردا في الأنشطة العسكرية الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار قرب تايوان.. يشمل ذلك تحليق طائرات (عسكرية صينية) بأعداد قياسية قرب تايوان في الأشهر الأخيرة، وبوتيرة يومية تقريبا".

 

•"تأكيدات سخيفة"

لكنه شدد على أهمية إبقاء "كافة قنوات الاتصال مفتوحة مع قادة الدفاع الصينيين" لتجنّب أي خطوات غير محسوبة.

أجرى الوزيران أول لقاء بينهما على هامش قمة سنغافورة الجمعة، واندلع سجال بينهما حول تايوان.

تعتبر الصين هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة إحدى مقاطعاتها التاريخية، وتتوعد بضمّها بالقوة إذا لزم الأمر.

وحذّر وي خلال اجتماعه بأوستن الجمعة على هامش القمة الأمنية من أنه "إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان عن الصين، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب مهما كلف الأمر"، بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية.

وتعهّد الوزير الصيني خلال الاجتماع بأن "تحطم" بكين أي محاولة لاستقلال تايوان.

من جهته، قال أوستن إن على بكين "الكف" عن اي نشاط مزعزع للاستقرار في هذه المنطقة، بحسب البنتاغون.

من جانبها، أعلنت الخارجية التايوانية رفضها "التأكيدات السخيفة" لبكين.

وبدا الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة لليابان الشهر الماضي كأنه يتخلى عن السياسة الأميركية المتبعة منذ عقود عندما قال في رد على سؤال إن واشنطن ستدافع عن تايوان عسكريا إذا تعرّضت لهجوم صيني.

لكن البيت الأبيض شدد مذاك على أن سياسته القائمة على "الغموض الاستراتيجي" بشأن إن كانت ستتدخل أم لا لم تتغير.

ورأى محللون أن مجرد عقد لقاء بين وزيري الدفاع يحمل بارقة أمل وإن كان ضئيلا.

 

•"خطوة أولى مهمة"

وقال ايان تشونغ أستاذ العلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية والمشارك في المنتدى، لفرانس برس "أعتقد أننا في هذه المرحلة لن نشهد اختراقات. ربما سيؤدي ذلك إلى شيء ما في المستقبل".

وهذا الخلاف هو الأخير فقط بين واشنطن وبكين.

يعد بحر الصين الجنوبي نقطة ساخنة أخرى في المنطقة. تطالب بكين بالسيطرة الكاملة على البحر الغني بالموارد، في خلاف مع كل من بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام، علما بأنه يعد ممرا لتجارة بحرية بقيمة تريليونات الدولارات سنويا.

من جهته، التقى وزيرا الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز ونظيره الصيني الأحد للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات في "خطوة أولى مهمة"، حسب الوزير الاسترالي، بعد فترة طويلة من التوتر.

واستغرقت المحادثات بين وزيري الدفاع أكثر من ساعة قال الوزير الاسترالي على أثرها إنها "كانت فرصة لإجراء محادثات صريحة وشاملة جدا تناولت عددا من القضايا التي تهم أستراليا".

أضاف مارلز الذي يشغل منصب نائب رئيس وزراء أستراليا كذلك "من المهم في هذا الوقت وجود خطوط حوار مفتوحة". وتابع "العلاقات بين أستراليا والصين معقدة. وبسبب هذا التعقيد تحديدًا، من المهم حقًا أن ننخرط في حوار في هذا الوقت".

أخيرا، حذر وزير دفاع فيجي من أن أكبر تهديد لبلاده هو تغير المناخ لا النزاعات. وقال إينيا سيرويراتو إن "الرشاشات والطائرات المقاتلة والسفن... ليست مصدر قلقنا الأمني الرئيسي".


التعليقات