قال مصدران مطلعان لرويترز إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتزم زيارة السعودية يوم الخميس والاجتماع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما تحاول أنقرة تحسين العلاقات مع الرياض بعد التخلي عن دعوى قضائية تتعلق بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول، وإحالتها إلى السعودية.
ويشوب التوتر العلاقات منذ قيام فريق سعودي بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018. وفي ذلك الوقت اتهم أردوغان وحكومته مسؤولين سعوديين بارزين بمن فيهم محمد بن سلمان بالضلوع في عملية القتل وعرقلة عملية قانونية بهذا الشأن.
وتسببت تعليقات أنقرة على إثر ذلك، والتي جاءت وسط موجة إدانة عالمية واسعة، في مقاطعة سعودية غير رسمية للمنتجات التركية. وخففت أنقرة منذ ذلك الحين لهجتها تجاه الرياض وذهبت إلى حد القول بعدم وجود قضايا ثنائية بين القوتين الإقليميتين.
وفي إطار جهود إقليمية أطلقتها عام 2020 وسط عزلة متزايدة، قدمت أنقرة مبادرات لإصلاح العلاقات مع العديد من الدول، بما في ذلك مصر وإسرائيل والإمارات والسعودية.
وتواصلت تركيا مع العديد من دول الخليج من أجل الحصول على دعم اقتصادي في وقت تواجه فيه تضخما حادا، تفاقم بارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وطلبت الرياض من أنقرة الشهر الماضي تسلم قضية مقتل خاشقجي، التي كانت مستمرة في تركيا. ووافقت أنقرة هذا الشهر على الطلب وأوقفت القضية وأحالتها إلى الرياض.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول تركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته، "سيكون هناك لقاء مع الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة السعودية". وأضاف "سيتم مناقشة العديد من قضايا الاقتصاد والاستثمارات (وغيرها) من قضايا المنطقة، متجاوزين الأوقات العصيبة التي شهدتها العلاقات الثنائية".
وقال المسؤول "من المتوقع أن يكون اجتماعا فعالا للجانبين".
وإذا تحقق الاجتماع، فسيكون تتويجا لجهود بذلتها أنقرة على مدى أشهر لإصلاح العلاقات في الوقت الذي تسعى فيه إلى تخفيف حدة المشكلات الاقتصادية المتزايدة.