رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالهدنة في اليمن قائلا إن "الوقت قد حان لاتخاذ خطوات أساسية لاستتباب السلام والاستقرار في البلاد، وخاصة رفع جميع العقوبات".
جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية اجراها الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأحد، مع وزير الخارجية الايراني، تناولت مفاوضات فيينا ووقف إطلاق النار في اليمن.
وأعلن الوزير الإيراني دعم بلاده لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الحرب هناك، داعيا إلى " رفع الحصار" تزامنا مع وقف إطلاق النار، مع ترحيبه بالجولة الإقليمية للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وأشار أمير عبد اللهيان إلى العمل في مجلس الأمن الدولي لإصدار "بيانين مختلفين" حول اليمن، قائلا: "إننا نرحب ببيان مجلس الأمن لدعم وقف إطلاق النار"، لكنه أعلن رفض طهران بيانا آخر يجرى العمل على إصداره، وقال إنه بيان "غير بناء" يصدر بشكل أحادي تنديدا بما وصفه بحكومة الانقاذ (حكومة الحوثيين)، من دون الإشارة إلى هجمات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
في الاثناء قال عبد اللهيان إن مفاوضات فيينا اقتربت من اتفاق، مشيرا إلى تقديم بلاده مقترحات حول القضايا المتبقية من خلال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى جوزيب بوريل.
وأكد أمير عبد اللهيان أن "الكرة اليوم في ملعب أميركا".
وتوقفت مفاوضات فيينا في 11 من الشهر الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، وذلك بطلب من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي يعتبر أيضاً كبير منسقي الاتفاق النووي والمفاوضات الجارية لإحيائه، قائلاً إنّ هناك حاجة إلى "وقفة" في محادثات فيينا.
مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم، خلال الأسبوعين الأخيرين، عبر منسقها إنريكي مورا الذي تبادل الرسائل بين الطرفين، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما.
يشار إلى أن موضوع رفع "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية يعتبر أهم قضية عالقة أمام مفاوضات فيينا للتوصل إلى اتفاق. وظلت طهران تكرر أن ذلك من خطوطها الحمراء، ولن تتنازل عنه. وفي الجانب الآخر، ظلت الولايات المتحدة الأميركية ترفض التجاوب مع هذا الطلب الإيراني، مؤكدة أنها ستبقي العقوبات على الحرس ومؤسساته.
وبعد تفاؤل أبدته الأطراف حول التوصل إلى اتفاق قريب في مفاوضات فيينا، تحدث بوريل، الثلاثاء الماضي، عن قرب التوصل إلى اتفاق، لكنه أدلى أمس الثلاثاء بتصريحات يغلب عليها التشاؤم، قائلاً إن المفاوضات "ليست قريبة من نتيجة نهائية".
وأضاف بوريل بكلمة في البرلمان الأوروبي: "سيكون مؤسفاً عدم التوصل إلى اتفاق، بينما اقتربنا إليه كثيراً إلى حد ما. لكن لا يمكنني ضمان الوصول إلى اتفاق".
وأشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى مسألة الحرس الثوري الإيراني ومطالبة إيران برفعه من قائمة الإرهاب الأميركية، قائلا إن هذا الطلب الإيراني أوقف تقدم مفاوضات فيينا.
وأكد غوتيريس "أهمية المباحثات المنجزة في فيينا"، معربا عن أمله في أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق "في أقرب وقت ممكن"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وحول وقف إطلاق النار في اليمن، فقد اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة "نجاحا وانتصارا مشتركا"، مؤكدا أنه "جاء نتيجة جهود جميع الأطراف".