أعلنت روسيا وأوكرانيا الأربعاء، استعدادهما لإجراء محادثات للمرة الثانية منذ بدأت موسكو غزو جارتها الأسبوع الماضي.
 ومن المتوقع أن تعقد المحادثات غدا الخميس في بيلاروسيا، رغم عدم وجود أرضية مشتركة بين الجانبين.  
وجاء الاعلان في نفس اليوم الذي أدانت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الغزو، ودعت روسيا لسحب قواتها من أوكرانيا.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني مساء الأربعاء إن وفد البلاد في طريقه إلى الجولة الثانية من المحادثات مع روسيا، لكنه لم يحدد موعد وصوله المتوقع.
 وصرح فلاديمير ميدينسكي مساعد بوتين ورئيس الوفد الروسي، للصحفيين بأنه من المتوقع أن يصل الأوكرانيون الخميس لإجراء محادثات بمنطقة بريست في بيلاروسيا، المتاخمة لبولندا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في وقت سابق الأربعاء إن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات لكنه أشار إلى أن مطالب روسيا لم تتغير وأنه لن يقبل أي املاءات.

•ماذا يحدث في خاركيف؟
واستمر الهجوم الروسي على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بضرب مقر الشرطة والاستخبارات الإقليمية، ومبنى الجامعة، وفقًا لخدمة الطوارئ الأوكرانية ومسؤولين حكوميين.  كما وقعت انفجارات في ميدان مركزي بالقرب من مبان حكومية أخرى، بما في ذلك مجلس المدينة.
و قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن تقدم القوات الروسية في خاركيف توقف، لذا قصفت روسيا المدينة الشمالية الشرقية بالصواريخ والضربات الجوية ردًا على ذلك.
و قال أريستوفيتش "خاركيف اليوم ستالينجراد القرن الحادي والعشرين"، مضيفًا أن عدة طائرات روسية أُسقطت فوق المدينة.
وقال أوليغ سينهوبوف رئيس إدارة منطقة خاركيف الإقليمية إن 21 شخصًا قتلوا وأصيب 112 على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية.

•ماذا عن العنف في أي مكان آخر؟
 وأبلغت روسيا عن خسائرها العسكرية للمرة الأولى منذ بدء الغزو الأسبوع الماضي قائلة إن قرابة 500 من جنودها قتلوا وأصيب نحو 1600.  وأصرت أوكرانيا على أن خسائر روسيا أعلى بكثير لكنها لم تكشف على الفور عن خسائرها.
و ظلت قافلة الدبابات الروسية والمركبات الأخرى التي يبلغ طولها 40 ميلاً (64 كيلومتراً) خارج العاصمة كييف.
من ناحية أخرى أصاب صاروخان كروز مستشفى في مدينة تشيرنيهيف الشمالية حسبما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن رئيس إدارة الصحة بالمدينة سيرهي بيفوفار.  
وقال إن المبنى الرئيسي للمستشفى تعرض لأضرار وتعمل السلطات على تحديد عدد الضحايا.
وقالت إدارة الدولة في منطقة تشيرنيهيف إن عشرات المنازل القريبة ومركز للشرطة تضررت في الغارة.

•يتزايد القلق بشأن محطات الطاقة النووية الأربع العاملة في أوكرانيا.
قال أريستوفيتش يوم الأربعاء إن القوات الروسية أوقفت عند مدخل إنرجودار حيث تقع محطة زابوريزهزيا النووية، وأن السلطات المحلية تتفاوض بشأن سلامة المحطة.
وافادت وزارة الدفاع البريطانية، امس الثلاثاء ، ان القوات الروسية طوقت مدينة خاركيف ومدينتي خيرسون وماريوبول الساحليتين في الجنوب.

•ماذا قال بايدن؟
 استخدم بايدن أول خطاب له عن حالة الاتحاد لتسليط الضوء على تصميم التحالف الغربي الذي عمل على إعادة تسليح الجيش الأوكراني واعتماد عقوبات صارمة بما في ذلك إغلاق المجال الجوي الأمريكي أمام جميع الرحلات الجوية الروسية.
وكرس بايدن أول 12 دقيقة من خطابه لأوكرانيا، حيث وقف المشرعون من كلا الحزبين مرارًا وتكرارًا على أقدامهم وأشادوا بشجاعة الشعب الأوكراني وأدان اعتداء بوتين.

•ما هو الوضع الإنساني؟
إنها تزداد سوءا، حيث ما يقرب من 874 ألف شخص من أوكرانيا وحذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن العدد قد يتجاوز المليون قريبا. ولجأ عدد لا يحصى من الآخرين إلى انفاق تحت الأرض.
 وقالت خدمة الطوارئ الأوكرانية إن أكثر من 2000 مدني لقوا حتفهم على الرغم من أنه من الصعب التحقق من هذا الاحصاء.  
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه سجل مقتل 136 مدنيا بينهم 13 طفلا في أوكرانيا منذ بدء الغزو في 24 فبراير شباط.
 وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إنها ستمنح تصاريح إقامة مؤقتة للاجئين الفارين من العنف وتسمح لهم بالدراسة والعمل في التكتل الذي يضم 27 دولة.  
وستحتاج هذه الخطوة إلى موافقة الدول الأعضاء، لكنها عبرت بالفعل عن دعم واسع للفكرة.

•إدانة الأمم المتحدة
 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء لمطالبة روسيا بوقف هجومها في أوكرانيا وسحب جميع قواتها، فيما دانت الدول من القوى العالمية إلى الدول الجزرية الصغيرة موسكو.  
كان التصويت 141 صوتا مقابل 5 أصوات وامتناع 35 عضوا عن التصويت. جاء ذلك بعد أن عقد المجلس المؤلف من 193 عضوا أول جلسة طارئة له منذ عام 1997.
و قرارات الجمعية ليست ملزمة قانونًا، لكن لها تأثير في التعبير عن الرأي الدولي.  
وشجب القرار "العدوان" الروسي على أوكرانيا "بأشد العبارات" وطالب بوقف فوري لاستخدام موسكو للقوة وانسحاب فوري وكامل لجميع القوات الروسية.

•كيف سيتجه الاقتصاد الروسي؟
وجدت روسيا نفسها معزولة بشكل متزايد، متأثرة بالعقوبات التي ألقت باقتصادها في حالة من الاضطراب وتركت البلاد بلا صداقة تقريبًا باستثناء الصين وبيلاروسيا وعدد قليل من البلدان الأخرى.
وقال بنك سبيربنك الروسي الرائد يوم الأربعاء إنه سينسحب من الأسواق الأوروبية وسط تشديد العقوبات الغربية.  
وقال البنك إن الشركات التابعة له في أوروبا تواجه "تدفقًا غير طبيعي للأموال وتهديدًا لسلامة الموظفين والفروع" وفقًا لوكالات الأنباء الروسية.  ولم يقدم تفاصيل عن طبيعة التهديدات.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على أكبر البنوك الروسية ونخبتها، وجمدت أصول البنك المركزي الموجودة خارج البلاد، واستبعدت مؤسساتها المالية من نظام المراسلة SWIFT.
و أدت العقوبات والانهيار الناتج عن الروبل إلى جعل الكرملين يندفع باتخاذ اجراءات للحفاظ على استمرار اقتصاد البلاد. 
و قال تجمع البنوك الصينية، يوم الأربعاء إن الصين لن تفرض عقوبات مالية على روسيا.  والصين مشتر رئيسي للنفط والغاز الروسي والحكومة الرئيسية الوحيدة التي امتنعت عن انتقاد هجوم موسكو على أوكرانيا.
وقال قوه شو تشينغ، رئيس لجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية في مؤتمر صحفي: "نحن لا نوافق على العقوبات المالية، خاصة تلك التي تم إطلاقها من جانب واحد، لأنها لا تتمتع بأساس قانوني كبير ولن يكون لها آثار جيدة".