اقتحمت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية فجر اليوم السبت، واندلع قتال في الشوارع حيث حث مسؤولو المدينة السكان على الاحتماء.  
ورفض رئيس الدولة عرضا أمريكيا بالإخلاء مصرا على بقائه. قائلا: "القتال هنا".
مع بزوغ الفجر في كييف، لم يتضح على الفور إلى أي مدى تقدم الجنود.  
وأشارت المناوشات التي تم الإبلاغ عنها على أطراف المدينة إلى أن وحدات روسية صغيرة كانت تختبر فيما يبدو الدفاعات الأوكرانية لتمهيد الطريق للقوات الرئيسية.
لكن الحركة السريعة للقوات بعد أقل من ثلاثة أيام من القتال عرّضت مزيدًا من الخطر لدولة متمسكة بالاستقلال في مواجهة هجوم روسي واسع هدد بإسقاط الحكومة الديمقراطية وزعزعة النظام العالمي بعد الحرب الباردة.
وجاءت اشتباكات الشوارع في أعقاب قتال دكّ الجسور والمدارس والمباني السكنية وأسفر عن سقوط مئات القتلى.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على الإطاحة بالحكومة الأوكرانية واستبدالها بنظام موال.  
ويمثل الغزو أجرأ جهود بوتين حتى الآن لإعادة رسم خريطة أوروبا وإحياء نفوذ موسكو في حقبة الحرب الباردة، مطلقا مطالب دولية لإنهاء الغزو بما في ذلك فرض عقوبات مباشرة على بوتين.
مع مواجهة بلاده للانفجارات وإطلاق النار، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وقف إطلاق النار وحذر في بيان قاتم من تعرض عدة مدن للهجوم. وقال إن مستقبل البلاد معلق في الميزان.
اضاف: "هذه الليلة علينا أن نقف بحزم".  "مصير أوكرانيا يتقرر الآن".
و تم حث زيلينسكي على إخلاء كييف بناءً على طلب من الحكومة الأمريكية، لكنه رفض العرض، وفقًا لمسؤول استخباراتي أمريكي كبير مطلع على المحادثة.  ونقل المسؤول عن الرئيس قوله إن "القتال هنا" وإنه بحاجة إلى ذخيرة مضادة للدبابات "ليس لرحلة".
و حث مسؤولو المدينة في كييف السكان على الاحتماء والابتعاد عن النوافذ واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الحطام المتطاير أو الرصاص.
وقبل الكرملين عرض كييف بإجراء محادثات، لكن بدا أنه محاولة للضغط على تنازلات من زيلينسكي المحاصر بدلاً من لفتة نحو حل دبلوماسي.
و واصل الجيش الروسي تقدمه، ليضغط يوم الجمعة على مدينة ميليتوبول جنوب أوكرانيا.  ومع ذلك لم يتضح في خضم الحرب إلى أي مدى لا يزال جزء كبير من أوكرانيا تحت السيطرة الأوكرانية وكم استولت القوات الروسية من الارض.
و مع استمرار القتال، أفاد الجيش الأوكراني بإسقاط طائرة نقل روسية من طراز II-76 تحمل مظليين بالقرب من فاسيلكيف، وهي مدينة تقع على بعد 25 ميلاً (40 كيلومترًا) جنوب كييف، وهو ما أكده مسؤول استخباراتي أمريكي كبير.  
ولم يتضح عدد الذين كانوا على متنها.  يمكن أن تحمل طائرات النقل ما يصل إلى 125 مظليًا.
و تم إسقاط طائرة نقل عسكرية روسية ثانية بالقرب من بيلا تسيركفا على بعد 50 ميلاً (85 كيلومترًا) جنوب كييف وفقًا لمسؤولين أمريكيين على دراية مباشرة بالأوضاع على الأرض في أوكرانيا.
ولم يعلق الجيش الروسي على أي من الطائرتين.
وفرضت الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى عقوبات أكثر صرامة على روسيا حيث تردد صدى الغزو في الاقتصاد العالمي وإمدادات الطاقة، مما يهدد بإلحاق المزيد من الضرر بالأسر العادية.  وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن الملايين قد يفرون من أوكرانيا.  
وتحركت الفعاليات الرياضية لمعاقبة روسيا وحتى المسابقة الغنائية الشهيرة حظرت موسكو من نهائياتها في إيطاليا.
و خلال كل ذلك، ظلت روسيا مدافعة عن موقفها، حيث استخدمت حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالبها بوقف مهاجمة أوكرانيا وسحب القوات على الفور.  
وكان حق النقض متوقعا لكن الولايات المتحدة وداعميها جادلوا بأن هذا الجهد سوف يسلط الضوء على عزلة موسكو الدولية.
وأظهر تصويت 11-1 مع امتناع الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت، معارضة كبيرة ولكن ليست كاملة لغزو روسيا لجارتها الأصغر والأضعف عسكريا.
في غضون ذلك، قرر الناتو إرسال أجزاء من قوة رد الحلف للمساعدة في حماية الدول الأعضاء في الشرق للمرة الأولى.  
ولم يذكر الناتو عدد القوات التي سيتم نشرها لكنه أضاف أنها ستشمل قوة برية وبحرية وجوية.
و ركز اليوم الثاني من الغزو الروسي وهي أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، على العاصمة الأوكرانية، حيث سمع مراسلو وكالة أسوشيتد برس انفجارات بدأت قبل الفجر. وردت أنباء عن إطلاق نار في عدة مناطق.
وسمع دوي انفجار كبير في المساء بالقرب من ميدان نيزاليزهنوستي وسط كييف التي كانت قلب الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة برئيس صديق للكرملين في عام 2014.  ولم يعرف السبب على الفور.
وقال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو إن خمسة انفجارات وقعت بالقرب من محطة كهرباء رئيسية في الضواحي الشرقية لكييف.
ولم ترد أي معلومات عن سببها ولم ترد أنباء على الفور عن انقطاع التيار الكهربائي. ولم يتضح عدد القتلى بشكل عام.  
وأبلغ المسؤولون الأوكرانيون عن مقتل 137 شخصًا على الأقل من جانبهم في أول يوم كامل للقتال وقتل المئات في الهجوم الروسي.  
ولم تنشر السلطات الروسية أي عدد من الضحايا.
و أفاد مسؤولو الأمم المتحدة عن مقتل 25 مدنياً، معظمهم بسبب القصف والغارات الجوية، وقالوا إنه يعتقد أن 100 ألف شخص قد غادروا منازلهم.  ويقدرون أن ما يصل إلى 4 ملايين قد يفرون إذا تصاعد القتال.
و غرد زيلينسكي بأنه تحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الهاتف وناقشا "تعزيز العقوبات والمساعدة الدفاعية الملموسة والتحالف ضد الحرب".
و في وقت متأخر من يوم الجمعة، وقع بايدن مذكرة تسمح بما يصل إلى 350 مليون دولار كمساعدة أمنية إضافية لأوكرانيا، وبذلك يصل إجمالي المساعدة الأمنية المعتمدة لكييف إلى مليار دولار خلال العام الماضي.  
ولم يتضح على الفور مدى سرعة تدفق المساعدات.
و ظل مكان وجود زيلينسكي سرا بعد أن أخبر الزعماء الأوروبيين في مكالمة يوم الخميس أنه كان الهدف الأول لروسيا، وأنهم قد لا يروه حيا مرة أخرى.  
وأصدر مكتبه لاحقًا مقطع فيديو له وهو يقف مع كبار مساعديه خارج المكتب الرئاسي ويقول إنه ومسؤولين حكوميين آخرين سيبقون في العاصمة.
و عرض زيلينسكي في وقت سابق التفاوض بشأن مطلب رئيسي لبوتين: أن تعلن أوكرانيا نفسها محايدة وتتخلى عن طموحها في الانضمام إلى الناتو.  
وقال الكرملين إن كييف وافقت في البداية على إجراء محادثات في مينسك، ثم قالت إنها تفضل وارسو ثم أوقفت الاتصالات فيما بعد.  
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت لاحق إن كييف ستناقش آفاق المحادثات يوم السبت.
و كان الهجوم متوقعا لأسابيع من قبل الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ونفى بوتين أن يكون قيد الإعداد.  
وقال إن الغرب لم يترك له أي خيار آخر برفضه التفاوض بشأن المطالب الأمنية لروسيا.
في نافذة توضح كيف ينظر بوتين المعزول بشكل متزايد إلى أوكرانيا وقيادتها، حث الجيش الأوكراني على الاستسلام ، قائلاً: "سنجد أنه من الأسهل أن نتفق معك أكثر من تلك العصابة من مدمني المخدرات والنازيين الجدد الذين يتحصنون في  كييف وأخذوا الشعب الأوكراني بأكمله كرهائن ".
و من خلال اللعب على الحنين الروسي لبطولة الحرب العالمية الثانية، يساوي الكرملين أعضاء الجماعات اليمينية الأوكرانية بالنازيين الجدد.  زيلينسكي وهو يهودي، يرفض هذه المزاعم بغضب.
لم يكشف بوتين عن خططه النهائية لأوكرانيا.  وأعطى وزير الخارجية سيرجي لافروف تلميحا قائلا: "نريد أن نسمح للشعب الأوكراني بتقرير مصيره".  
وقال المتحدث باسم بوتين دميتري بيسكوف إن روسيا تعترف بزيلينسكي كرئيس، لكنها لم تحدد المدة التي قد تستغرقها العملية العسكرية الروسية.
و تأقلم الأوكرانيون فجأة مع الحياة تحت النار، بعد أن غزت القوات الروسية البلاد من ثلاث جهات حيث حشدوا ما يقدر بنحو 150.000 جندي في مكان قريب.
واستيقظ سكان مبنى سكني في كييف على الصراخ والدخان وتطاير الغبار. فيما وصفه رئيس البلدية بأنه قصف روسي أدى إلى تدمير جزء من المبنى وإشعال النار.
 "ماذا تفعل؟  ما هذا؟"  طلب المقيم يوري جيهانوف من القوات الروسية.  مثل عدد لا يحصى من الأوكرانيين الآخرين أمسك بأمتعته وأخذ والدته وهرب وأطلقت أجهزة إنذار السيارات خلفه.
وفي أماكن أخرى من كييف، كانت جثة جندي ميت بالقرب من نفق.  
في البنتاغون، قال السكرتير الصحفي جون كيربي إن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم، بما في ذلك تقدمه على كييف، قد سار بشكل أبطأ مما خططت له موسكو مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية تقاوم.  لكنه قال أيضا إن الحملة العسكرية في مرحلة مبكرة والظروف يمكن أن تتغير بسرعة.
و قالت إدارة بايدن يوم الجمعة إنها ستتحرك لتجميد أصول بوتين ولافروف بعد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في فرض عقوبات مباشرة على القيادة الروسية العليا.
ووصفت زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ، العقوبات ضد بوتين ولافروف بأنها "مثال وإظهار للعجز التام" من جانب الغرب.

 ___

*أفاد إيساتشينكوف وليتفينوفا من موسكو.  فرانشيسكا إبيل وجوزيف فيدرمان وأندرو دريك من كييف، أنجيلا تشارلتون في باريس؛  غير مولسون وفرانك جوردان في برلين ؛ راف كاسيرت ولورن كوك في بروكسل، نيك دوميتراش في ماريوبول، أوكرانيا ؛ مات سيدنسكي في نيويورك ؛  جينيفر بيلتز في الامم المتحدة.  ساهم جيمس لابورتا في بوكا راتون ، فلوريدا ، وروبرت بيرنز ، وماثيو لي، وأمر ماداني ، وإريك تاكر، ونومان ميرشانت، وإلين كنيكماير ، وزيك ميللر، وكريس ميجريان ، ودارلين سوبرفيل في واشنطن.