توجه وزير الخارجية اللبناني إلى الكويت يوم السبت لتقديم إجابات على قائمة الاقتراحات السياسية التي قدمتها دول الخليج العربي للبلاد في محاولة لإنهاء المأزق بين الجانبين.
قبل مغادرته أوضح وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أن لبنان لن ينزع سلاح جماعة حزب الله التي تمولها إيران وهو أحد إجراءات بناء الثقة العشر المطلوبة من بيروت.
ووصلت العلاقات بين لبنان الفقير ودول الخليج الثرية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، وهي أزمة اندلعت أواخر العام الماضي عندما تحدث سياسي لبناني منتقدًا الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن.
وبعد تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها من بيروت وحظرت جميع الواردات اللبنانية، ما أثر على مئات الشركات ووقف تدفق مئات الملايين من العملات الأجنبية إلى لبنان. واتبعت عدة دول عربية الخطوة السعودية.
ومن المقرر أن يحضر بو حبيب اجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت يوم الأحد، حيث سيسلم خلاله نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ردودًا رسمية على اقتراحات دول الخليج. وكان الصباح قد سلم هذه المقترحات شخصيا إلى بيروت في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال بوحبيب لقناة الجزيرة، ان تسليم سلاح حزب الله وانهاء وجوده، امر غير وارد في لبنان، واصفا الجماعة بـ "حزب لبناني بامتياز" ينشط في الحكومة لكنه لا يهيمن على السياسة في البلاد.
وقال بو حبيب: "نأمل أن تكون لدينا علاقات ممتازة كما في الماضي" مع دول الخليج، مضيفًا أن لبنان لديه اقتراحات لحل المشاكل بين الجانبين، ولكن دون الخوض في التفاصيل.
وتضمنت القائمة التي سلمها وزير الخارجية الكويتي وتداولها الإعلام اللبناني تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559 الداعي إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان.
كما يجب أيضًا تنفيذ الإصلاحات الرئيسية لمكافحة الفساد، وايقاف جميع الهجمات اللفظية وغيرها على دول الخليج.
وقال بو حبيب إن لبنان يحترم القرارات الدولية لكنه أضاف أن البعض يحتاج إلى وقت.
وكان قرداحي الذي أدلى بتصريحاته قبل توليه منصبه قد استقال في ديسمبر لكن هذه الخطوة لم تؤد إلى تحسن العلاقات بين الجانبين.
ومع ذلك، فإن الأزمة أعمق من تعليقات قرداحي التي تم بثها في أواخر أكتوبر. وهي متجذرة في عدم ارتياح المملكة العربية السعودية من النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة بما في ذلك لبنان، الذي كان ذات يوم حليفًا تقليديًا للسعودية ويتلقى المساعدة المالية من المملكة الغنية بالنفط.
في الأسابيع التي أعقبت استقالة قرداحي، استمرت التوترات بين حزب الله المدعوم من إيران والمملكة العربية السعودية في التصاعد.