أبدى الليبيون غضبهم إزاء تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها اليوم الجمعة، وسط خلافات بين الفصائل والزعماء السياسيين حول مسار محفوف بالمخاطر للمضي قدما.
تمثل الانتخابات ثمرة لعملية تدعمها الأمم المتحدة تضمنت أيضا تشكيل حكومة مؤقتة في وقت سابق من هذا العام باعتبارهما خطوتين على الطريق لإسدال الستار على عقد من الفوضى والعنف منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي ضد معمر القذافي.
وفي بنغازي، قال وهبي طرخان (81 عاما) إنه وزوجته سجلا نفسيهما للإدلاء بصوتيهما في الانتخابات، لكنهما أصبحا يشعران الآن بخيبة الأمل بعد انهيار العملية. قال طرخان "كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر".
كان البرلمان الليبي قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الانتخابات الرئاسية لن تمضي قدما في موعدها، مما يدفع عملية السلام المدعومة دوليا في دوامة الفوضى ويلقي بالشكوك حول مصير الحكومة المؤقتة.
واقترحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا إرجاء موعد التصويت لمدة شهر، مؤكدة تأجيلا كان متوقعا على نطاق واسع، في ظل خلافات حول القواعد الحاكمة للعملية الانتخابية، بما في ذلك أهلية بعض المرشحين المثيرين للانقسام.
مع ذلك، لا يوجد اتفاق على نطاق أوسع حتى الآن على تاريخ 24 يناير كانون الثاني الذي اقترحته المفوضية لإجراء الانتخابات، ولا تزال الخلافات قائمة حول الأساس القانوني للعملية والقواعد الأساسية الحاكمة لها.
من جانبه، شكل برلمان 2014، المتحالف مع قوات الشرق في الحرب الأهلية، لجنة ستجتمع يوم الاثنين لاقتراح خارطة طريق حسب رؤيتها الخاصة للمضي قدما.
علاوة على ذلك، سيصبح مصير حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة مصدرا رئيسيا للخلاف، بعد أن سحب البرلمان الثقة منها في سبتمبر أيلول.
وعلى صعيد آخر، تتواصل الأمم المتحدة مع أعضاء الحوار السياسي الذين أفرزت محادثاتهم في العام الماضي خارطة الطريق الحالية التي أفضت إلى تشكيل الحكومة المؤقتة، ودعت إلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة.
وقالت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة ستيفاني وليامز أمس الخميس إنها كانت تستمع باستمرار لأشخاص يعبرون عن الرغبة في إجراء الانتخابات خلال اجتماعات بمختلف أنحاء ليبيا.
وقالت "أدعو المؤسسات المعنية إلى احترام ودعم إرادة 2.8 مليون ليبي سجلوا أسماءهم للتصويت".
وسيتعين عند بذل أي جهود جديدة لاستئناف العملية الانتخابية عمل موازنة بين مخاطر التأخير مقابل مخاطر معاودة المحاولة مرة أخرى دون وجود إجماع على قواعد العملية.
كانت الانتخابات الأخيرة في ليبيا عام 2014 عاملا دفع الفصائل المتناحرة في الشرق والغرب للانقسام إلى إدارتين متحاربتين.
وقال موسى السليماني، الذي سجل نفسه لخوض الانتخابات البرلمانية، إنه يشعر بالإحباط الشديد بسبب التأجيل. وأضاف "هذا شيء سبب استياء في الشارع الليبي".