لبنان: استقالة وزير الاعلام في محاولة لتخفيف الأزمة مع السعوديين
يمن فيوتشر - اسوشيتد برس: الجمعة, 03 ديسمبر, 2021 - 04:43 مساءً
لبنان: استقالة وزير الاعلام في محاولة لتخفيف الأزمة مع السعوديين

 استقال وزير الإعلام اللبناني اليوم الجمعة في محاولة لتخفيف أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى والتي زادت من أزمات لبنان المتعددة.
جاء إعلان الوزير جورج قرداحي في مؤتمر صحفي ببيروت، بعد أسابيع من التصريحات المتلفزة التي انتقد فيها حرب المملكة العربية السعودية في اليمن و أشعلت الأزمة.
استدعت السعودية سفيرها وحظرت جميع الواردات اللبنانية ردا على تصريحات قرداحي، مما أثر على مئات الشركات، وقطعت مئات الملايين من العملات الأجنبية عن لبنان الذي يواجه بالفعل انهيارا اقتصاديا كبيرا.
وكان قرداحي رفض الاستقالة بسبب التعليقات التي تم الإدلاء بها قبل توليه منصبه الوزاري، مما أدى إلى إطالة أمد الأزمة.
وقال قرداحي يوم الجمعة "بعد بعض التفكير قررت أن الوقت مناسب لتقديم شيء يخرج لبنان من الأزمة". وأضاف "آمل أن تفتح هذه الاستقالة نافذة أو فجوة في هذا الجدار" من أجل علاقات أفضل مع الخليج.
و أدى الانهيار المالي في البلاد إلى جانب العديد من الأزمات الأخرى، إلى سقوط أكثر من ثلاثة أرباع سكان البلاد البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، بمن فيهم مليون لاجئ سوري، في براثن الفقر.
وشلت المواجهة الحكومة التي لم تتمكن من الانعقاد منذ 12 أكتوبر وسط تقارير تفيد بأن الوزراء المتحالفين مع حزب الله سيستقيلون إذا رحل قرداحي.
وأثارت الإجراءات السعودية حالة من القلق خاصة لدى الكثير من اللبنانيين العاملين في دول الخليج وزادت من مصاعب البلاد الاقتصادية.
و ليس من الواضح ما إذا كانت استقالة قرداحي يوم الجمعة سترضي السعودية بما يكفي للتراجع قراراتها ومنع المزيد من التصعيد، أو ما إذا كانت ستفتح الباب لاستئناف اجتماعات مجلس الوزراء.
الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي متورطة في أزمة أخرى اندلعت عندما احتج حزب الله اللبناني المدعوم من إيران على مسار تحقيق الدولة في انفجار ميناء بيروت العام الماضي.
وانتقد حزب الله طارق بيطار القاضي الذي يقود التحقيق قائلا إن تحقيقه مسيّس ودعا الحكومة إلى ضمان عزله. وذكرت وسائل إعلام محلية أن هناك وساطات لمقايضة عزل بيطار من التحقيق باستقالة قرداحي.
وقال قرداحي في المقابلة المتلفزة انذاك إن الحرب في اليمن عبثية ووصفها بأنها عدوان من جانب التحالف الذي تقوده السعودية.
بدأت حرب اليمن مع سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء عام 2014 الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال البلاد.
دخل التحالف الذي تقوده السعودية الحرب في العام التالي عازمًا على استعادة الحكومة المعترف بها دوليًا والإطاحة بالمتمردين.
يكمن أصل الأزمة في التنافس الإقليمي مع إيران منذ سنوات، وعدم ارتياح السعودية لتزايد نفوذ حزب الله بينما ظل لبنان عالق في المنتصف.
كانت علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، الداعم التقليدي للبلد المتوسطي الصغير، تزداد سوءًا على مدى السنوات الماضية.
وتأتي استقالة قرداحي قبل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية السبت. يدعم ماكرون حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وتولى زمام المبادرة بين المجتمع الدولي في مساعدة الدولة الصغيرة في الشرق الأوسط، التي كانت محمية فرنسية سابقة.
و قال مسؤول كبير في الرئاسة الفرنسية، متحدثا إلى الصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع قبل رحلة ماكرون إلى الخليج، إن الرئيس سيناقش تعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى "لمنع لبنان من الغرق أكثر". وتحدث المسؤول الثلاثاء شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيا مع السياسة.
وقال قرداحي الجمعة، إنه يستقيل رغم أنه غير مقتنع، مضيفًا أن "لبنان لا يستحق هذه المعاملة" من السعودية. لكنه قال إنه قرر التنحي "بناء على تطورات جديدة" ولأنه رفض أن يكون "سببًا لإلحاق الأذى بلبنان واللبنانيين في الخليج وأماكن أخرى".


التعليقات