أثار وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ردود فعل دولية ومحلية بعد أن قال خلال استضافته في البرنامج التلفزيوني "برلمان الشعب" أن "جماعة الحوثي تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات".
وأضاف أنه "لا مجال للمقارنة بين جهد حزب الله في تحرير الأرض اللبنانية، وبين دفاع الحوثيين عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي تقوم به السعودية والإمارات".
ومع تداول التصريح بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي أشارت وسائل إعلام لبنانية بحسب ما أسمتها "مصادر سعودية" إلى أن "لبنان أمام أزمة دبلوماسية حادة بسبب تصريحات قرداحي المسيئة للدول العربية".
وفي هذا الصدد، عبّر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف، عن رفضه التام لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن، مطالباً إياه بالاعتذار، واعتبر أنه "على الدولة اللبنانية أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات".
وفي السياق عينه، أعاد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري تغريدة تتحدث عن الأزمة الدبلوماسية وتغريدة أخرى عن "مطالبة العشائر العربية في لبنان بإقالة القرداحي أو استقالته".
وأوضح قرداحي أمس الثلاثاء، عبر سلسلة تغريدات إن "هذه المقابلة أجريت في 5 آب/أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيراً في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي".
وتابع أنه "لم يقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للرياض والإمارات اللتين يكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء"، مشيراً إلى أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام".
وأضاف: "ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حرباً عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن، ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما".
وختم "عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات".
وصدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بيان جاء فيه إن الأخير "يعلن تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة".
وتابع البيان "أما بخصوص كلام وزير الإعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع ، فهو كلام مرفوض ولا يعبّر عن موقف الحكومة إطلاقاً، خاصةً في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الأشقاء في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
كما أكد أن "رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع السعودية ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف".