واشنطن: دبكة أمام البيت الأبيض ورئيس من الباب الجانبي!
يمن فيوتشر - الحرة- عزت وجدي الثلاثاء, 11 نوفمبر, 2025 - 07:41 صباحاً
واشنطن: دبكة أمام البيت الأبيض ورئيس من الباب الجانبي!

في لحظة رمزية، وقف أبناء الجالية السورية في العاصمة الأميركية لاستقبال رئيسٍ من بلدهم يدخل البيت الأبيض للمرة الأولى منذ استقلال سوريا عام 1946.

شارك العشرات بالأهازيج ورقصات الدبكة، ولوّحوا بالأعلام ورفعوا لافتات تُطالب برفع “عقوبات قيصر”، فيما كان الرئيس أحمد الشرع يعقد محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب داخل البيت الأبيض في خطوة تعكس تحولاً كبيراً في مسار العلاقات بين واشنطن ودمشق.
الرئيس السوري أحمد الشرع يحيّي مؤيديه بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، الولايات المتحدة، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

 

بروتوكول متواضع
جرت المحادثات بإجراءات بروتوكولية متواضعة على غير العادة؛ إذ دخل الشرع عبر مدخل جانبي من دون المراسم المعتادة أو عدسات الكاميرات، ولم يُسمح للصحفيين بالدخول إلى المكتب البيضاوي كما جرت العادة.

 وتركّز اللقاء على ملفات العقوبات، والتعاون الأمني ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وإعادة دمج سوريا في النظامين الإقليمي والدولي.


تمديد إعفاءات “قيصر”
وبعد وقت قصير من بدء اللقاء، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تمديد الإعفاء من بعض بنود “قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا” لمدة 180 يوماً إضافية، في إشارة اعتُبرت دعماً للقيادة الجديدة في دمشق.  وأكد بيان الخزانة أن الخطوة “تعكس التزام واشنطن بمواصلة تخفيف العقوبات”، مع استثناء المعاملات المرتبطة بروسيا أو إيران، أو تحويلات تخص بضائع وتقنيات ذات منشأ منهما.


من قائد ميداني إلى رجل دولة
تأتي الزيارة بعد أقل من عام على الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي على يد قوات قادها الشرع، القائد الميداني السابق الذي تحوّل سريعاً إلى رجل دولة يعمل على إعادة بناء علاقات بلاده الخارجية. 

ومنذ توليه السلطة، أعاد توجيه بوصلة السياسة السورية مبتعداً عن إيران وروسيا، ومقترباً من تركيا ودول الخليج والولايات المتحدة. وكان ترامب قد التقى الشرع لأول مرة في مايو بالرياض، وأشاد به أمام الصحفيين واصفاً إيّاه بأنه “شاب وجذّاب، رجل قوي، وصاحب ماضٍ قوي جداً… مقاتل”.

 

تحوّل في الموقف الأميركي
شهدت الأشهر الأخيرة تحولاً لافتاً في التعاطي الأميركي مع الرئيس السوري. ففي مايو رُفع اسمه من قوائم الإرهاب، وأُعيد فتح قنوات الاتصال الدبلوماسية تدريجياً، قبل أن تقود واشنطن يوم الخميس تصويتاً في مجلس الأمن لإلغاء العقوبات الأممية المفروضة عليه شخصياً.

 وفي سبتمبر، اعتلى الشرع منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كأول رئيس سوري يُلقي كلمة هناك منذ عقود.

 ويعتبر مسؤولون أميركيون أن “براغماتية” الشرع قد تتيح فرصة لإرساء الاستقرار بعد 14 عاماً من الحرب والانقسام.

 

أجندة أمنية واتصالات إقليمية
بحث الجانبان انضمام سوريا رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، عقب إعلان دمشق إحباط محاولتي اغتيال استهدفتا الرئيس أحمد الشرع خلال الأشهر الماضية. 

وخلال الشهر الجاري، نفذت السلطات عمليات استباقية واسعة ضد خلايا التنظيم على مستوى البلاد؛ وأعلنت وزارة الداخلية تنفيذ 61 مداهمة أسفرت عن توقيف 71 شخصاً ومصادرة كميات من المتفجرات والأسلحة.

كما تناولت المباحثات ترتيباتٍ أمنية إقليمية تشمل وساطةً أميركية لفتح قناة اتصال غير معلنة بين دمشق وتل أبيب لتخفيف التوتر جنوب البلاد، إلى جانب جهودٍ لإدماج القوات الكردية ضمن مؤسسات الدولة الجديدة بما يقلّص الحاجة إلى قواتٍ أجنبية على الأرض.


التعليقات