واشنطن: الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى الولايات المتحدة
يمن فيوتشر - فرانس 24 الأحد, 09 نوفمبر, 2025 - 11:47 صباحاً
واشنطن: الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى الولايات المتحدة

في زيارة رسمية، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع السبت إلى الولايات المتحدة ، وهو الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت ببشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، من المقرر أن يلتقي في زيارته التاريخية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

هذا، وكان قد أجرى الشرع أول زيارة له إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث ألقى كلمة، لكن زيارته إلى واشنطن هي الأولى لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946.

 

قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق

من جهتها، تشير التوقعات إلى أن دمشق ستوقّع خلال هذه الزيارة اتفاقا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده واشنطن، كما أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك.

ويذكر أن التحالف الدولي كان قد أنزل هزيمة عسكرية بتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا عام 2019 بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد وتتفاوض حاليا للاندماج مع الجيش السوري.

وتعتزم الولايات المتحدة في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في سوريا وكالة الأنباء الفرنسية.

إلى ذلك، تسعى سوريا التي خرجت من نزاع مدمّر دام 14 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.

وقبيل الزيارة، كانت قد رفعت الولايات المتحدة الجمعة رسميا اسم الشرع من على قائمة الإرهاب، غداة إلغاء مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا. فيما كانت الخطوة التي أعلنتها وزارة الخارجية متوقعة وسط تعاون الشرع مع الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمركية تومي بيغوت "هذه التدابير يتم اتخاذها في معرض الإقرار بالتقدم الذي تظهره القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد وأكثر من خمسين عاما من القمع في ظل نظام عائلة الأسد".

وقبل عام فقط، كان الشرع الملقّب حينها بأبي محمد الجولاني، يتزعّم هيئة تحرير الشام المنبثقة عن الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وفرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات في العام 2013 بصفته زعيما لهذا التنظيم.

 

مفاوضات مع إسرائيل

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية السبت أنها نفذت 61 مداهمة وألقت القبض على 71 شخصا في "حملة استباقية لتحييد التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية"، وفقا لوكالة سانا.

ومنذ توليه السلطة، قطع الشرع علانية علاقته بالجهاديين وكثف مبادراته مع الغرب ودول المنطقة، كما أجرى مفاوضات مع إسرائيل، الدولة التي تعتبر نظريا في حالة حرب مع سوريا.

وكان ترامب قد التقى بالزعيم السوري خلال زيارة إلى الخليج في أيار/مايو الماضي، حين أعلن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.

ومن المقرر أن يناقش ترامب والشرع كذلك المفاوضات المباشرة بين السلطات السورية واسرائيل.

ومن جهته، حضّ ترامب في أيار/مايو الرئيس السوري على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية وهي عملية شهدت في العام 2020 تطبيع العديد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.

وأكد الشرع في أيلول/سبتمبر الماضي أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني تنسحب بموجبه اسرائيل من مناطق في جنوب سوريا تقدّمت إليها بعد سقوط الأسد وأن توقف غاراتها.

ومنذ كانون الأول/ديسمبر الماضي تعرّضت سوريا للعديد من الغارات الإسرائيلية والتوغّلات في جنوب البلاد، بدون أن تردّ عليها.

 

"رجل دولة عالمي"

ويقول مايكل هانا مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، "غيّر الرئيس ترامب بشكل غير متوقع السياسة الأمريكية الراسخة تجاه سوريا في أيار/مايو، وواصل دعم الحكومة الجديدة في دمشق، على الرغم من حالات عدم الاستقرار والعنف الطائفي التي قوضت الثقة في القيادة الجديدة للبلاد".

ويضيف المحلل أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض "شهادة أخرى على التزام الولايات المتحدة بسوريا الجديدة وتحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي".

وكان قد التقى الشرع الخميس بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة المناخ في البرازيل، حيث توقع الأخير "أن تكون سوريا مشاركا كاملا وفعالا في حربنا ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة".


التعليقات