أقر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني قائلا "وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن"، مؤكدا أن قواته "ستقتص لما حدث لأهل الفاشر".
يأتي ذلك، إثر إعلان قوات الدعم السريع الأحد السيطرة على مدينة الفاشر بعد معارك بدأت في نيسان/أبريل 2023.
"فظائع" بدوافع عرقية
ومن جانبه، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الإثنين من أن مدينة الفاشر السودانية في "وضع حرج للغاية"، مع تزايد خطر "الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقية" بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها عليها.
وقال فولكر تورك في بيان إن "خطر وقوع انتهاكات وفظائع واسعة النطاق بدوافع عرقية في الفاشر يتزايد يوما بعد يوم"، داعيا إلى "تحرك عاجل وملموس لضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للراغبين في الفرار إلى مناطق أكثر أمنا
كما أفاد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن مكتبه تلقى تقارير عن عمليات إعدام ميداني بحق مدنيين حاولوا الفرار، مع وجود أدلة تشير إلى دوافع عرقية.
وتحدث عن محتوى عدة مقاطع فيديو تُظهر "عشرات الرجال العُزّل مقتولين بالرصاص أو ممددين على الأرض"، محاطين بعناصر من قوات الدعم السريع يتهمونهم بالقتال في صفوف الجيش السوداني.
كما أشار تورك إلى معلومات تفيد باعتقال مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الفرار، بينهم صحافي.
"ضمان حماية المدنيين"
حذر المفوض الأممي فولكر تورك من أنه "بالنظر إلى الحقائق الماضية" في شمال دارفور، فإن "خطر العنف الجنسي، وخصوصا ضد النساء والفتيات، مرتفع جدا".
وشدّد على ضرورة أن تتخذ قوات الدعم السريع "خطوات ملموسة بشكل عاجل لوضع حدّ للانتهاكات ضد المدنيين في الفاشر وبارا، بما في ذلك العنف بدوافع إتنية والأعمال الانتقامية".
وتابع تورك "أُذكِّر قادة قوات الدعم السريع بواجبهم بموجب القانون الإنساني الدولي لجهة ضمان حماية المدنيين وإيصال الإمدادات الأساسية والمساعدات الإنسانية".
كما شدّد أيضا على أن القانون الدولي يحظر العنف ضد غير المشاركين في الأعمال العدائية، ويحظر استخدام التجويع كسلاح حرب.