القدس: ضغوط أمريكية تدفع لاستئناف الهدنة في غزة بعد تصعيد ميداني
يمن فيوتشر - فرانس 24 الثلاثاء, 21 أكتوبر, 2025 - 11:46 صباحاً
القدس: ضغوط أمريكية تدفع لاستئناف الهدنة في غزة بعد تصعيد ميداني

اجتمع مبعوثان أمريكيان الإثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضمن مساع لإعادة تفعيل خطة وقف إطلاق النار في غزة، بعدما أدت موجة عنف جديدة مطلع الأسبوع إلى تهديد الهدنة المستمرة منذ أيام.

ونتج عن ضغط مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجديد الالتزام بين الطرفين بخطة التهدئة، وذلك بعد تصاعد التوترات يوم الأحد. 

ومع استمرار وقوع أحداث عنف وارتباك في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، يبقى مصير الجهود الأمريكية في الحفاظ على الزخم موضع شك، وسط تساؤلات حول قدرة واشنطن على دفع الطرفين إلى استمرار الحوار وإنهاء النزاع.

وتشير التطورات الراهنة إلى أن تحقيق سلام دائم لا يزال بعيد المنال، لا سيما مع استمرار التحديات المتعلقة بنزع سلاح حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ومسألة حكم غزة التي لم تحسم بعد.

 

المرحلة الثانية من الخطة

وذكر الرئيس الأمريكي الإثنين أن الولايات المتحدة تواصل اتخاذ إجراءات متعددة لضمان استمرار وقف إطلاق النار، مؤكدا استمراره في الضغط على جميع الأطراف من أجل الحفاظ على ما وصفه بـ"أبرز الإنجازات الدبلوماسية" خلال العام الأول من فترته الثانية.

وأوضح ترامب للصحافيين أن "الوضع المتعلق بحماس" سيعالج بسرعة، مضيفا أنه لم يطلب من إسرائيل "التحرك والتعامل معه".

ولفت إلى أن انتهاك الاتفاق جاء "من بعض المتمردين داخل الحركة نفسها"، وهدد قائلا: "إذا لم يصحح قادة حماس أوضاعهم، فسوف نقضي عليهم إذا اضطررنا إلى ذلك"، مشددا على أن أي تحرك من هذا النوع لن يتضمن قوات أمريكية على الأرض.

ومن المتوقع أن يدفع ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اللذان وصلا إسرائيل الإثنين، باتجاه ترسيخ الهدنة وبدء حوار حول المرحلة الأصعب من الخطة المكونة من 20 نقطة.

ويعتزم نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس زيارة إسرائيل الثلاثاء، حيث أشار نتانياهو إلى أن اللقاء سيخصص لبحث التحديات والفرص في المنطقة.

وأفادت السلطات الصحية في غزة بأن ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران الدبابات الإسرائيلية قرب "الخط الأصفر"، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مسلحين عبروا ذلك الخط.

ويشعر سكان مدينة غزة بالحيرة حيال موقع الخط، حيث توفر الخرائط الإلكترونية بعض الإرشادات، لكنها تخلو غالبا من علامات واضحة على الأرض.

وقال المواطن سمير (50 عاما) ويقطن حي التفاح: "كل المنطقة والبلد صارت ركام وأنقاض، صحيح شفنا الخرايط بس شو يعرفنا شو هاي الخطوط بتعني".

 

حماس تسلم جثة رهينة آخر

وأوضحت مصادر أمريكية وإسرائيلية أن زيارة ويتكوف وكوشنر كانت مقررة مسبقا لمناقشة انطلاق المرحلة الثانية من خطة ترامب، رغم تجدد التصعيد يوم الأحد.

وتربط إسرائيل الإعلان عن أي تقدم جديد في المحادثات باستلام المزيد من رفات الرهائن، حيث أعلن مكتب نتانياهو تسلم الصليب الأحمر جثة رهينة آخر من حماس ونقلها إلى الجيش الإسرائيلي الإثنين.

وتصر إسرائيل على قدرة حماس على تسليم ما يصل إلى خمس جثث فورا، فيما تبقى إمكانية استعادة بقية الجثث، وعددها 15، معقدة بسبب الدمار في القطاع.

وأعلنت حركة حماس في بيان أن القاهرة ستستضيف اجتماعات مع رئيس الحركة في غزة خليل الحية لبحث ترتيبات متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار.

وأفاد مصدر فلسطيني مطلع أن وفد الحركة سيطرح مبادرة تشكيل هيئة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة من دون تمثيل مباشر لحماس.

ولا تزال حماس وفصائل متحالفة معها ترفض أي إدارة خارجية للقطاع مثلما ورد في خطة ترامب ذات العشرين نقطة، كما أنها لم تستجب حتى الآن لدعوات إلقاء السلاح.

 

قلق متزايد بين السكان

وأشارت إسرائيل إلى أن غاراتها على القطاع الأحد جاءت ردا على هجوم فلسطيني أدى إلى مقتل جنديين داخل منطقة الانتشار في رفح جنوب غزة.

وفي بيان لها، نفت كتائب القسام معرفتها بأي أحداث أو اشتباكات في منطقة رفح قائلة: "لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في آذار/مارس من العام الجاري".

واستعرضت حماس عددا من الانتهاكات الإسرائيلية التي تسببت – بحسب قولها – في مقتل 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الضرورية للقطاع.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من استمرار وجود أي عناصر مسلحة تابعة لحماس في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مؤكدا أن أي شخص يبقى خلف "الخط الأصفر" سيتعرض للاستهداف دون إنذار مسبق.


التعليقات