دان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الأحد، "بشدة الاستفزازات" الأفغانية، متوعّداً بـ"رد قوي وفعال" بعد المواجهات الحدودية التي وقعت ليلاً بين البلدين الجارين.
وقال شريف في بيان: "لن تكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيقابل كل استفزاز برد قوي وفعال"، متهماً سلطات طالبان الأفغانية بالسماح لـ"عناصر إرهابية" باستخدام أراضيها.
من جهتها، أعلنت أفغانستان أنها قتلت 58 جندياً باكستانياً في عمليات حدودية الليلة الماضية.
وقبلها، أعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، أن بلاده ستدافع بحزم عن مصالحها الوطنية وأمنها، مؤكداً أن الهجمات التي تُنفذ من داخل الأراضي الأفغانية على أيدي من أسماهم "إرهابيين مدعومين من الهند" ما زالت مستمرة، حسب ما نقله الإعلام الباكستاني.
ودعا زرداري حكومة أفغانستان إلى اتخاذ إجراءات عملية ضد العناصر الإرهابية المناهضة لباكستان، مشدداً على أن تهديد حركة طالبان الباكستانية والجماعات المدعومة من الهند يمثل أكبر خطر على السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشار الرئيس الباكستاني إلى أن بلاده استضافت ملايين اللاجئين الأفغان على مدى أربعة عقود، مؤكداً ضرورة عودتهم بكرامة، وداعياً إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين من أجل تحقيق سلام دائم.
يأتي ذلك فيما أغلقت باكستان، اليوم الأحد، نقاطاً حدودية مع أفغانستان، عقب تبادل القوات الحدودية للدولتين إطلاق النار الكثيف خلال الليل.
وقال مسؤول أمني إنه تم إغلاق نقطة تورخام الحدودية بإقليم خيبر-بختونخوا بشمال غرب البلاد، ونقطة شامان بإقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد.
ونشرت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو ونقلت عن مصادر أمنية القول إن باكستان سيطرت على ما لا يقل عن 19 موقعاً حدودياً أفغانياً، كما أوقعت خسائر بشرية في الجانب الأفغاني.
وليست هناك مؤشرات رسمية على أن القتال الذي بدأ خلال الليل قد انتهى.
وأدان وزير الداخلية الباكستاني محسن نقفي، الهجمات الأفغانية "غير المبررة" التي تستهدف المدنيين.
ونقل عن نقفي القول في بيان أصدرته الوزارة، ونشر عبر موقع "إكس": "إطلاق القوات الأفغانية النيران على المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية".
وكانت الطائرات المسيرة والمقاتلة الباكستانية قد نفذت مطلع هذا الأسبوع عدة هجمات في أفغانستان، بما في ذلك هجوم في كابل استهدف مسلحين يعتقد أنهم وراء تصاعد الهجمات.
وتتهم إسلام آباد حكام طالبان في أفغانستان بدعم أو على الأقل إيواء المسلحين على الرغم من التحذيرات المتكررة.