رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوات بعض السياسيين اليمينيين المتطرفين في إسرائيل المطالبين بضم الضفة الغربية المحتلة، قائلا إنه لن يسمح للدولة العبرية بذلك.
ويواصل حلفاء ترامب اليمينيين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية ضغوطهم لضم الضفة الغربية، مما يثير قلق القادة العرب الذين التقى عدد منهم الثلاثاء بترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
"هذا يكفى...حان الوقت للتوقف الآن"
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين في المكتب البيضاوي: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لن أسمح بذلك. لن يحدث هذا".
وأضاف: "هذا يكفى. حان الوقت للتوقف الآن".
وقد أدلى ترامب بهذه التعليقات بالتزامن مع وصول نتانياهو إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام الأمم المتحدة الجمعة.
عباس يؤكد استعداده للعمل مع ترامب
وبدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة الخميس استعداده للعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسعودية وفرنسا والمنظمة الدولية على خطة سلام لغزة تدعمها الأمم المتحدة بقوة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المكونة من 193 عضوا، قد أيدت في وقت سابق من هذا الشهر بأغلبية ساحقة إعلانا من سبع صفحات يهدف إلى تنفيذ حل الدولتين، دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية، وإنهاء الحرب في غزة.
ويشار إلى أن الإعلان صدر عن مؤتمر دولي استضافته السعودية وفرنسا وعقد في الأمم المتحدة في يوليو/ تموز بشأن الصراع المستمر منذ عقود. فيما قاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل المؤتمر ورفضتا الجهود الدولية المبذولة.
رسالة "يعيها الرئيس الأمريكي جيدا"
هذا، وكان ترامب قد التقى بقادة ومسؤولين من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان الثلاثاء لمناقشة الحرب المستمرة منذ نحو عامين في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وحذرت دول عربية وإسلامية ترامب من العواقب الوخيمة لأي ضم للضفة الغربية المحتلة، وهي الرسالة التي "يعيها الرئيس الأمريكي جيدا"، وفق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
ولم يرد مكتب نتانياهو على الفور على طلب للتعليق على تصريحات ترامب.
وقد تضاعف حجم وعدد المستوطنات الإسرائيلية منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حرب عام 1967. وتتشعب هذه المستوطنات في المنطقة حيث تخضع شبكة الطرق وغيرها من البنية التحتية للسيطرة الإسرائيلية، مما يزيد من تقطيع أوصال الأرض.
وحصلت خطة استيطانية إسرائيلية من شأنها أن تقسم الضفة الغربية المحتلة وتعزلها عن القدس الشرقية على الموافقة النهائية في أغسطس/ آب. وتمت إدانة هذه الخطة التي تعرف باسم مشروع (إي 1) على نطاق واسع. وستمتد الخطة عبر أراض يتطلع الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.
ويذكر أن نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون بين 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين ضمتهما إسرائيل في خطوة لم تعترف بها معظم دول العالم. فيما ترفض إسرائيل التخلي عن السيطرة على الضفة الغربية، وهو موقف تقول إن تمسكها به زاد بعد الهجوم المسلح الذي قادته حماس من غزة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2023.