واشنطن: ترامب يعرض خطة سلام جديدة لدول منطقة الشرق الأوسط لوضع حد للحرب في قطاع غزة
يمن فيوتشر - فرانس 24 الخميس, 25 سبتمبر, 2025 - 01:22 مساءً
واشنطن: ترامب يعرض خطة سلام جديدة لدول منطقة الشرق الأوسط لوضع حد للحرب في قطاع غزة

أفاد الموفد الأمريكي ستيف يتكوف بأن الرئيس دونالد ترامب عرض خطة للسلام في المنطقة وقطاع غزة تشمل "21 نقطة"، وذلك خلال اجتماع مع قادة دول مسلمة عقد الثلاثاء في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

"إعلان اختراق" قريبا؟

وقال ويتكوف: "لدينا أمل، ويمكنني القول إننا واثقون بأننا سنتمكن في الأيام المقبلة من إعلان اختراق ما." كما أوضح أن الخطة "تعالج هواجس إسرائيل وكذلك هواجس كل الجيران في المنطقة".

من جانبهم، وفي بيان مشترك جدّد قادة الدول الذين شاركوا في الاجتماع "التزامهم بالتعاون مع الرئيس ترامب".

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى ترامب أيضا الثلاثاء، قال إنه يتوقع أن تتضمن الخطة التي لم يفصّلها ويتكوف، عناصر عرضها على الرئيس الأمريكي.

 

تفكيك حماس ونشر قوة دولية

ويشار إلى أن ماكرون يروّج لخطة تشمل تفكيك حركة حماس ونشر قوة دولية لإرساء الاستقرار في غزة التي دمّرتها الحرب.

وفي مقابلة أجرتها معه قناة فرانس 24 وإذاعة فرنسا الدولية، أعرب ماكرون عن اعتقاده بأنه إذا أمكن توحيد الصفوف بين الولايات المتحدة والعرب والأوروبيين "حول خطة السلام هذه، يمكننا تحقيق نتيجة".
هذا، وقد باشرت إسرائيل حملة برية وجوية في مدينة غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة عليها إذ تعتبرها آخر معاقل حركة حماس، بعد قرابة سنتين على اندلاع الحرب التي دمرت القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد نزوح نحو 550 ألف فلسطيني خلال الأيام الأخيرة، فيما أفاد الدفاع المدني في غزة الجمعة بأن 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نحو جنوب القطاع منذ نهاية آب/أغسطس الماضي.

وتعدّ غزة كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعدما تكدس فيها عدد كبير من النازحين إثر تدمير بلداتهم في الشمال. وكانت الأمم المتحدة قد قدّرت في آب/أغسطس عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.

 

"لن أغادر، حتى لو قتلونا جميعا"

وقال ثائر صقر (39 عاما) الأربعاء إنه غادر حي الشيخ رضوان في مدينة غزة مع زوجته وأطفاله وأخته متجها جنوبا. وأضاف "الدبابات على الطريق الساحلي... أطلقت النار علينا، واستشهدت أختي".

وأضاف صقر أنه عاد إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وقال: "لن أغادر، حتى لو قتلونا جميعا. أناشد العالم: ساعدونا! أقول لإسرائيل: تريدون منا أن نغادر، لكن كيف نغادر ونحن بلا أي نقود، ولا وسائل نقل، ولا مكان؟"

ومن جهته، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إنّ "40  شهيدا، بينهم 9 أطفال و6 نساء على الأقل، ارتقوا فجر اليوم (الأربعاء) جراء مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في منطقة سوق فراس شرق مدينة غزة".
وأشار الدفاع المدني إلى عدة عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء، ركزت بشكل رئيسي على مدينة غزة، وكذلك في جنوب القطاع بين رفح وخان يونس.

وقال إنّ ثمانية أشخاص قُتلوا قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه لا يملك أي معلومات عن الأمر.

 

"مصائد موت"

وقال حسني أبو عمشى الذي قُتل ابن أخيه، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّ عمليات التوزيع هذه "هي مصائد موت، وأنصح الجميع بمنع أطفالهم من الذهاب إلى هناك".

في مدينة غزة، قُتل سبعة أشخاص على الأقلّ في ثلاث غارات جوية استهدفت مستودعا تابعا للبلدية وخياما تؤوي نازحين في سوق فراس بوسط المدينة.

وبرر الجيش الإسرائيلي قائلا إنّه "أصاب اثنين من الإرهابيين من حماس في شمال قطاع غزة"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى الميدان، دون تحقّق وكالة الأنباء الفرنسية من المعلومات المقدّمة من الأطراف المختلفة بشكل مستقل.

وقد أظهرت لقطات لوكالة الأنباء الفرنسية بعد الهجوم مشهد دمار واسع، حيث كان فلسطينيون يبحثون بين أكوام الركام والمعادن عن أثر لحياة، بينما حمل رجلان جثمانا ملفوفا ببطانيات ممزقة.

وجثت نساء باكيات على ركبهنّ، لتوديع أحبائهن للمرة الأخيرة، محتضنات الجثامين المكفنة. وقد وُضعت على الأقل ستّة جثامين على الأرض، من بينها كفنان يبدوان بحجم طفل.

وإلى ذلك، روى محمد حجّاج الذي فقد أقاربه في القصف "الناس كانوا نياما في أمان الله، واستفقنا على أصوات ثلاثة انفجارات عنيفة..". وأوضح أنهم أتوا ليتفقدوا آثار الضربات هذه ووجدوا حجم الدمار الهائل و"أطفالا ونساء مقطّعين (الأشلاء). منظر يرثى له!"

ويذكر أن إسرائيل شنت هجوما بريا على مدينة غزة في وقت سابق من أيلول/سبتمبر الجاري بهدف معلن هو القضاء على حركة حماس.

 

"دبابات تطلق النار...على الناس"

وفي هذا السياق، أمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بالانتقال إلى "منطقة إنسانية" في الساحل الجنوبي بمواصي خان يونس، حيث تقول إسرائيل إنه سيتم توفير المساعدات والرعاية الطبية والبنية التحتية الإنسانية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت في بداية الحرب المنطقة آمنة، لكنها نفذت ضربات متكررة عليها منذ ذلك الحين، قائلة إنها تستهدف حماس.
وقال محمود الدريملي (44 عاما) الذي نزح من حيّ الصبرة في جنوب المدينة مع عائلته ليقيم في خيمة في ساحة السرايا في حي الرمال في غربها "رأيت دبابات تطلق النار في الهواء وأحيانا على الناس، شعرت بأن موتي اقترب".

وأشار الدريملي إلى أنه شاهد دبابات في حيي تل الهوا والصبرة، وكذلك على أطراف حي الرمال.

 

"إبادة جماعية"

وقد تزامن التصعيد الكبير في غزة مع اتهام لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلّفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ورفضت إسرائيل النتائج ووصفت التحقيق بأنه "مغلوط وكاذب".

كما تواجه الدولة العبرية ضغوطا دولية لوقف الحرب التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقد أسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا للأرقام الرسمية.
وعلى مدى نحو عامين، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بما لا يقل عن 65419 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوق بها.

وقد نزح منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع الفلسطيني المدمر.


التعليقات