مدريد: الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل تؤدي إلى إنهاء مبكر لسباق الدراجات في إسبانيا
يمن فيوتشر - مونت كارلو الدولية الإثنين, 15 سبتمبر, 2025 - 08:19 صباحاً
مدريد: الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل تؤدي إلى إنهاء مبكر لسباق الدراجات في إسبانيا

أجبرت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين على إلغاء سباق إسبانيا للدراجات في جولته الأخيرة الأحد مع إعلان المنظمين فوز الدراج الدنماركي يوناس فينجارد الذي يتصدر الترتيب العام في السباق بعد إلغاء المرحلة الأخيرة، في حين سعت الشرطة إلى السيطرة على مظاهرات ضد مشاركة فريق إسرائيلي، وحطم المتظاهرون الذين يهتفون "لن يمروا" الحواجز المعدنية واحتلوا مسار فويلتا (طواف إسبانيا) في عدة نقاط في مدريد بينما حاولت الشرطة صدهم.

وقالت الحكومة الإسبانية إن شخصين ألقي القبض عليهما وأصيب 22 من رجال الشرطة.

وقال متحدث باسم المنظمين، الذين ألغوا أيضا حفل التتويج، وتركوا فينجيجارد يحتفل في الجزء الخلفي من سيارة فريقه: "انتهى السباق".

وفي وقت سابق، أعرب رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز عن "إعجابه بالشعب الإسباني الذي يتحرك من أجل قضايا عادلة مثل فلسطين" من خلال الاحتجاج خلال السباق.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على موقع X أن سانشيز وحكومته "عار على إسبانيا"، واتهمه بإرسال رسائل تحريضية شجعت "غوغاء مؤيدين للفلسطينيين" على النزول إلى الشوارع وتخريب سباق الدراجات الهوائية.

واستهدفت المظاهرات فريق "إسرائيل بريميير تيك" احتجاجا على تصرفات إسرائيل في غزة، وهدّد بعض الدراجين بالانسحاب الأسبوع الماضي بعد إغلاق الطرق، مما تسبب في سقوط بعضهم.

وأثارت حرب إسرائيل ضد حركة (حماس) في غزة احتجاجات عالمية وأثرت على العديد من الأحداث الرياضية.

وانسحب سبعة لاعبين إسرائيليين للشطرنج من بطولة إسبانية بدأت الجمعة بعد أن أبلغهم المنظمون أنهم لن يتنافسوا تحت علمهم، مشيرين إلى الصراع في غزة والتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين.

والأحد في مدريد، انتشر أكثر من ألف ضابط شرطة مع وصول راكبي الدراجات إلى المرحلة النهائية من السباق الذي يستمر 21 يوما - وهو أكبر انتشار منذ استضافت العاصمة الإسبانية قمة حلف شمال الأطلسي قبل ثلاث سنوات.

 

اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب

تمكنت الشرطة من إبعاد حشد من مئات الأشخاص يحملون لافتات ويلوحون بالأعلام الفلسطينية لعدة ساعات بينما كان راكبو الدراجات يشقون طريقهم عبر المدن والقرى باتجاه مدريد.

مع اقتراب الدراجين من العاصمة، ألقى المتظاهرون زجاجات بلاستيكية ومخاريط مرورية، وقلبوا الحواجز الزرقاء، واقتحموا الطريق، بينما أطلقت شرطة مكافحة الشغب، مدججة بالهراوات، قنابل دخان لتفريقهم.

واصطدم رئيس الوزراء سانشيز مرارا وتكرارا مع إسرائيل بشأن حربها في غزة، واصفًا إياها بالإبادة الجماعية، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نظيره الإسباني بمعاداة السامية وإطلاق تهديدات بالإبادة الجماعية.

في الأثناء ألقى عمدة مدريد خوسيه لويس مارتينيز ألميدا باللوم على سانشيز.

وقال: "إن رئيس الوزراء هو المسؤول المباشر عن العنف بسبب تصريحاته التي أدلى بها صباحا والتي أزكت الاحتجاجات"، وتابع: "اليوم هو الأكثر حزنا منذ أن أصبحت عمدة لهذه المدينة العظيمة".

وكتب سانتياغو أباسكال، زعيم حزب فوكس اليميني المتطرف: "لقد نزل هذا المريض النفسي بميليشياته إلى الشوارع"، "ليس مهتما بغزة أو بإسبانيا لكنه يريد العنف في الشوارع للحفاظ على السلطة".

بالمقابل قالت وزيرة الصحة مونيكا جارسيا إن الاحتجاجات الأخيرة أظهرت أن إسبانيا "منارة عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان".

وأضافت جارسيا في منشور على موقع بلو سكاي: "انضم سكان مدريد إلى عشرات المظاهرات في جميع أنحاء البلاد وأوقفوا بشكل سلمي نهاية سباق الدراجات الذي لم يكن ينبغي أبدا استخدامه لتبييض الإبادة الجماعية".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها منع أحد سباقات الدراجات الكبرى من إكمال مرحلته الأخيرة على يد المتظاهرين السياسيين منذ توقف سباق الفويلتا في عام 1978 على يد الانفصاليين الباسكيين في سان سيباستيان.


التعليقات