واشنطن: ترامب وبوتين يلتقيان اليوم الجمعة في ألاسكا
يمن فيوتشر - رويترز الجمعة, 15 أغسطس, 2025 - 10:49 صباحاً
واشنطن: ترامب وبوتين يلتقيان اليوم الجمعة في ألاسكا

يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة قمة مرتقبة في ولاية ألاسكا، قد تكون مفصلية في مسار الحرب في أوكرانيا التي تشدد مع حلفائها الأوروبيين على ضرورة عدم استبعادها من أي تسوية.

ويتوجه بوتين الى ألاسكا التي باعتها روسيا للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، للقاء ترامب، في أول زيارة له الى دولة غربية منذ بدء غزو بلاده لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

وسيكون اللقاء المقرر بدؤه عند الساعة 11,30 (19,30 ت غ) في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية، وهي منشأة عسكرية أميركية رئيسية أدت دورا مهما في مراقبة روسيا، الأول بين بوتين وترامب منذ عودة الأخير الى البيت الأبيض في مطلع العام الحالي.

ومع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في النزاع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، أوضح الكرملين الخميس أن القمة ستتضمن لقاء ثنائيا بين الزعيمين، ما عزز مخاوف القادة الأوروبيين من احتمال جر بوتين الرئيس الأميركي إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا.

كما من المقرر أن يعقد الزعيمان مؤتمرا صحافيا مشتركا عقب اللقاء.

وأكد ترامب أنه لن يكون لقمة سائغة لبوتين الذي يحكم روسيا منذ أكثر من عقدين. وقال لصحافيين في البيت الأبيض الخميس “أنا رئيس، لن يعبث معي”.

أضاف “سأعلم خلال الدقيقتين الأوليين أو الثلاث أو الأربع والخمس الأولى… ما إذا سيكون اجتماعنا جيدا أم سيئا”، متابعا “إذا كان الاجتماع سيئا، فسينتهي سريعا جدا، وإذا كان جيدا فسينتهي بنا الأمر بإحلال السلام في المستقبل القريب”.

وسبق لترامب أن أبدى إعجابه ببوتين، وواجه انتقادات شديدة عقب مؤتمرهما الصحافي المشترك بعد قمة هلسنكي 2018، حيث ساند الموقف الروسي المناقض لاستنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية، عبر قبوله نفي بوتين أي تدخل في انتخابات 2016 الرئاسية الأميركية التي أوصلته إلى السلطة.

ولم يدعَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة التي وصفها بأنها مكافأة لبوتين، ورفض التنازل عن أي أراض لصالح روسيا، وهو ما ألمح إليه ترامب كسبيل محتمل لحل النزاع.

وتعهد الرئيس الأميركي عشية القمة بأنه لن يبرم ثنائيا مع بوتين أي اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا، وسيشرك نظيره الأوكراني في أي قرار من خلال قمة ثلاثية تعقد بعد لقاء الجمعة.

وأوضح ترامب “اللقاء الثاني سيكون مهما للغاية، لأنه سيكون اللقاء الذي يبرمان اتفاقا خلاله. لا أريد أن أستخدم عبارة +تقاسم+ (الأراضي). لكن تعلمون أنه، الى حد ما، هذا ليس مصطلحا سيئا”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن على أي اتفاق مستقبلي أن يضمن أمن أوكرانيا. وقال “لنحقق السلام، أعتقد أننا جميعا ندرك أنه سيتعين علينا مناقشة ضمانات أمنية”.

 

 تبدّل النبرة 

تباهى ترامب خلال حملته الانتخابية بقدرته على إنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة من عودته إلى السلطة، وكرر القول إن الحرب التي أمر بها بوتين، لم تكن لتبدأ لو كان هو رئيسا بدلا من سلفه الديموقراطي جو بايدن.

لكن دعواته لبوتين والضغوط الكبيرة التي مارسها على زيلينسكي للموافقة على تقديم تنازلات فشلت في إقناع الرئيس الروسي. وحذر ترامب بالتالي من “عواقب وخيمة جدا” إذا واصل بوتين تجاهل مساعيه لإيقاف الحرب.

رحّب بوتين الخميس بالجهود الأميركية الرامية لإنهاء النزاع وقال إن المحادثات قد تساعد على التوصل إلى اتفاق لضبط انتشار الأسلحة النووية.

وقال أثناء اجتماع لكبار المسؤولين في موسكو إن “الإدارة الأميركية.. تبذل جهودا نشطة وصادقة لإنهاء القتال”.

من جانبه، التقى زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن الخميس حيث تلقى دعما متجددا من حليف غربي رئيسي، غداة محادثات أجراها الأربعاء في برلين.

وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بوتين أمام “فرصة” للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وقال ميرتس في بيان الجمعة قبيل ساعات من اللقاء الروسي الأميركي “الهدف يجب أن يكون عقد قمة يحضرها أيضا الرئيس الأوكراني زيلينسكي” ويتم خلالها “الاتفاق على وقف إطلاق النار”.

 

دبلوماسية غير مثمرة 

وبعد أكثر من ثلاثة أعوام على الحرب، تواصل روسيا تحقيق تقدم ميداني.

وأصدرت السلطات الأوكرانية الخميس أوامر إخلاء عائلات من بلدة دروجكيفكا ومن أربع قرى قريبة منها في منطقة حيث حقّقت قوات موسكو تقدما سريعا.

وحقّقت القوات الروسية تقدّما ميدانيا سريعا الثلاثاء بعمق 10 كيلومترات في قطاع ضيّق من خط الجبهة بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا.

وكان ذلك أكبر تقدّم لهذه القوات خلال 24 ساعة في أراضي أوكرانيا منذ أكثر من عام، وفق تحليل أجرته فرانس برس لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.

وبُذلت العديد من الجهود الدبلوماسية منذ بدء الغزو، منها لقاءات مباشرة بين وفدين روسي وأوكراني في اسطنبول خلال الأشهر الماضية. لكن كل المحاولات فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس باستثناء اتفاقات لتبادل الأسرى.

وأعلنت موسكو وكييف الخميس أنهما تبادلتا 84 أسير حرب من كل طرف، بموجب اتفاق توسطت فيه الامارات.

ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، اذ يعود تاريخ قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة الواقعة قرب أنكوريج، كبرى مدن ألاسكا، الى مطلع الأربعينات من القرن الماضي. 

أدت القاعدة في البداية دورا حاسما في العمليات العسكرية الأميركية ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، لكن نشاطها بلغ ذروته بعد العام 1945 وحقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

وأثار اختيار المكان انقساما بين الأميركيين المقيمين في ألاسكا.

واعتبر جاي أهوجا، وهو متقاعد في الثانية والستين، ان “دعوة مجرم حرب كبوتين الى الولايات المتحدة هي مهزلة”، معربا عن قلقه بأنه “لن يكون ممكنا التوصل الى حل سلمي”.

من جهتها، رأت المتقاعدة كيمبرلي براون (63 عاما) أن ألاسكا هي “المكان المثالي” للقمة، مضيفة “أعتقد أن ترامب هو خير مفاوضٍ للسلام العالمي”.


التعليقات